سعدتُ مساء الثلاثاء الماضي بحضور عرض مرئي عن جمعية (إكرام) لرعاية المسنين، قدَّمه رئيسها الدكتور سعيد المرطان، كان العرض شيّقًا ومتكاملًا، ويدل على احترافية مجلس الإدارة ورغبته الشديدة في تحقيق أهداف الجامعة والاقتراب باستمرار من رؤيتها الكبيرة التي لن تقتصر على مسني منطقة الباحة، كما هو مقرر لها ابتداءً، بل ستشمل جميع مسني أنحاء مملكتنا الحبيبة.
لن أستعرض كلمات الثناء والمديح العاطر للجمعية ورجالها ومديرها التنفيذي، وإنما أستعرض من وجهة نظري درسين مهمين من مسيرة الجمعية التي أكملت عامين فقط قبل أسابيع قليلة.
أولَا: نشوء الحاجة الملحة لقيام هذه الجمعية نابع من واقعٍ معيش مؤسف، هو تزايد حالات هجر المسنين في منطقة الباحة بالرغم من صِغَر عدد سكانها، وبالرغم من إرثها القديم الذي يُؤصِّل لرعاية المسنين واحترامهم وتقديرهم
، ليس على مستوى الأبناء والبنات (قرابة الدرجة الأولى)، وإنما حتى من الدرجة الثانية، هذه الظاهرة ليست مقصورة على منطقة دون غيرها، أملته ظروف كثيرة ليس أسوأها رداءة الزمن المعاصر بكل تغيُّراته المفزعة وتقلباته المؤلمة.
ثانيًا: أدركتُ فعلًا أنه على قدر أهل العزم تأتي العزائم، فالجمعية رغم عمرها القصير قد خطت خطوات كبيرة نحو تحقيق كثير من أهدافها، وهي حتمًا ليست أهدافًا تقليدية، كما قد يتصور البعض ممن ألفوا العمل الخيري الرتيب، المنحصر في جمع المال ثم صرفه على مستحقيه.
ولأن رجال الجمعية جادون مخلصون أمناء أقوياء، فقد وجدوا من أهل الخير دعمًا كبيرًا، ابتداء بمنحة الأرض التي تفضَّلت بها الدولة على مساحة 30 ألف متر، ومرورًا برجال الأعمال المنتمين إلى المنطقة، ومنهم الشيخ علي المجدوعي جزاه الله خيرًا.
ولعلّ أول مشروعات الجمعية يتضمن رعاية المسنين بإكرامٍ بالغ، كما يشمل جذب السائح الراغب، فهو (منتجع) تُقدم فيه رعاية عالية المستوى للمسن المحروم من قرابة يرعونه، وخدمة ممتازة للسائح الباحث عن متعة المنطقة وجمالها وأجوائها.
بقي أن نعرف أن ثمن السهم الوقفي الواحد هو 25 ريالًا فقط، أو ما يعادل قيمة كابتشينو في مقهى فاخر.
إكرام: تقدم مدروس نحو هدف منشود
تاريخ النشر: 12 يناير 2018 01:20 KSA
نشوء الحاجة الملحة لقيام هذه الجمعية نابع من واقعٍ معيش مؤسف، هو تزايد حالات هجر المسنين في منطقة الباحة بالرغم من صِغَر عدد سكانها، وبالرغم من إرثها القديم الذي يُؤصِّل لرعاية المسنين واحترامهم وتقديرهم
A A