لا أتابع كثيرًا أخبار الوسط الرياضي لا في المملكة ولا غيرها، لكني أعلم أن كثيرًا من الجدل الرياضي في المملكة يدور حول أوضاع الأندية، والديون التي تثقل كواهلها، والتي حُملت بعضها أو كلها تقريبًا؛ بسبب ما يُظن أنها ممارسات غير مسؤولة ارتكبها رؤساء ومسؤولو أندية سابقون، ظاهرها مصلحة الأندية وإرضاء الجماهير، وباطنها غير ذلك، بل قيل إن كثيرًا منها كان ميدانًا للسمسرة (المادية) التي قد تنتهي بنصف مبلغ العقد للاعب، و(نصف) للسمسار الذي يُفترض أن يكون من أصحاب الدار.
ورأيت على «يوتيوب» تسجيلًا للقاء رئيس الهيئة العامة للرياضة مع بعض مسؤولي الأندية في جمع حاشد من الجمهور. في اللقاء يقول رئيس الهيئة: «إن الدعم الحالي الذي تقدمه الدولة للأندية (المتعثرة) سيكون الأخير من نوعه، بل إن من أهم أهدافه رفع مستوى الكرة السعودية وزيادة الاحتكاك بلاعبي الأندية (الدوليين)؛ استعدادًا للعرس الدولي المتمثل في مسابقة كأس العالم، والتي تفصلنا عنها 5 أشهر فقط».
وأما عدا ذلك، وأما بعد ذلك فالميدان يا حميدان، وكلٌّ بحاله، وكل يتعاقد على قَدِّ (حاله). وليعلم أي مسؤول أن تركه للنادي لا يعني إخلاء مسؤوليته من الالتزامات التي (وقّع) عليها انطلاقًا من مبدأ (أنا ومن ورائي الطوفان)، وليدبر القادم حاله ويتحمّل كل الديون.
وعليه، فلا قِبلة للأندية تولي وجهها نحوها؛ طلبًا للدعم الدائم سوى جماهيرها (الوفية)، ولكن معظم الأندية تعاني من ضعف إقبال الجماهير على مبارياتها (باستثناء نادٍ أو اثنين)، والدليل على ذلك المدرجات شبه الخالية في معظم المباريات السابقة وربما اللاحقة! إنها مشكلة حقيقية كما هي مشكلة معظم الصحف المحلية، ضعف شديد في الإقبال، فهل من حل لهذا الحال؟!
وفي العالم المتحضر انتقلت صناعة الرياضة من حال (التسلية) إلى حال «الاحترافية»، فأصبح لها علمها الخاص وعلماؤها الكبار كما المستثمرون فيها باستمرار؛ لأن الاستثمار فيها يدر المال بعد المال.
باختصار ليس في صناعة الرياضة باب لجمع التبرعات واستجداء الهبات، بل هو فن مشهود ينمو في محيط معلوم خالٍ من الدهن والشحوم.
وغدًا أضرب مثلًا.