في أحد المستشفيات الخاصة وجدت طاقم الاستقبال كله من بناتنا الذين جاءوا ليعملن ويتعبن ويقدمن أنفسهن في هذه المرحلة بطريقة رائعة ومؤدبة ومهذبة ومحتشمة، وكان فخري بفاطمة وزميلاتها لا يوصف، وكانت مشاعري كلها تقول لي إن هؤلاء هن بناتنا الطاهرات العفيفات، بنات المستقبل الذي نريده أن يكون معنا ولنا، بناتنا اللاتي يخرجن من بيوتهن للعمل الجاد والكفاح والمثابرة وهن - ولله الحمد - فخرنا وهن عزنا، بناتنا اللاتي نثق بهن جدًا ونتمنى لهن النجاح والتوفيق في كل مناحي الحياة وعلينا ومن اليوم أن نقف معهن ليس إلا من أجل أن يكنّ مع الوطن وأحلامه ومستقبله وهي مرحلة لا تحتاج إلى إحباط ولا إلى جنون وتصرفات غير مسؤولة ربما تأتي من قلة نشاهدهم يتصرفون في أدوات التواصل بطريقة غير مسؤولة وأسلوب فيه من السذاجة وقلة الذوق والخروج عن المألوف ما يثقب الخاصرة، لكن هي قلة ومرحلة أجزم أنها سوف تنتهي تمامًا وحين يعم الوعي وقتها سوف يدرك الجميع أن الحياة ليست لعبة وأن ضرورة إثبات الذات هي المهمة التي تقدم الأنثى للنجاحات.
والحقيقة أن ما رأيته من فاطمة وزميلاتها هو مشهد يؤكد لي أن من أرادت أن تعمل في أي مكان تستطيع أن تعمل كما تشاء دون أن تجد من يضايقها حتى وإن وجدت بعض المضايقات وبعض الصعوبات سوف تستطيع بالتأكيد أن تتغلب عليها، وكل هذا يعتمد على حسن التربية وتهيئة الأبناء للاعتماد على الذات.
نعم كنت أشعر بأننا في طريقنا لتجاوز الصعاب وأننا في طريقنا للخروج من تفاهات بعض النساء وحماقاتهن إلى تصرفات أكثر رشدًا ووعيًا ونضجًا من ذي قبل ذلك لأن الوعي أصبح عامًا وأن الكثير من التصرفات الحمقاء باتت محاربة من الجميع، ولا دليل أكبر من تلك الحملات التي نشهدها في أدوات التواصل على كثير من مشاهير السناب والسوشال ميديا والذين (هم) اليوم في ورطة حقيقية والتي أظنها سوف تنهي العبث وتردهم إلى حجمهم الطبيعي وعقولهم الفارغة من كل شيء حتى من الذوق والأدب.
(خاتمة الهمزة)... شكرًا لفاطمة موظفة الاستقبال والتي أتمنى أن أجدها وكل زميلاتها في الغد القريب في مكان أكبر ومواقع قيادية... هؤلاء هن بنات هذا الوطن لا أولئك التافهات.... وهي خاتمتي ودمتم.