تكتسب المشاركة السعودية في مؤتمر دافوس العالمي حاليا، أهمية قصوى في ظل القضايا المطروحة للنقاش تحت عنوان عريض هو «مستقبل مشرق في عالم ممزق». ولعله لم يكن من قبيل المصادقة أن يناقش دافوس الصحراء في الرياض في أكتوبر الماضي برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولى العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء، آليات وتقنيات المستقبل المشرق عبر مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار التي تمخضت عن إطلاق مدينة نيوم على الحدود السعودية المصرية الأردنية باستثمارات تبلغ نحو 500 مليار دولار. والحقيقة أن الحضور السعودي سواء في دافوس أو قمة العشرين بات محوريا ويمثل رقما صعبا في مواجهة التحديات التي تواجه العالم الممزق حاليا. واللافت أن الرؤية السعودية المبكرة للقضايا التي تطرح تقف وراء هذا التميز. ولعله في هذا السياق يمكن أن نتوقف عند الآتي:
السعودية دولة محورية لا تنطلق من رؤية ضيقة، وإنما تعمل من أجل صالح العالم بأسره.
الرياض تنادي بأنسنة الاقتصاد وتطبيق معايير التجارة الحرة منذ سنوات، حتى لا يتحول الفقراء في نصف الكرة الجنوبي إلى سوق لتصريف بضائع نصف الكرة الشمالي فقط. ولم يكن مستغربا أن تحذر التقارير الدولية الرسمية مؤخرا من إمكانية فشل تحرير التجارة عالميا بسبب عراقيل الكبار.
في إطار سعيها نحو دعم الاستقرار العالمي، تقف المملكة في المنطقة الوسط دعما لمنتجي ومستهلكي النفط، منطلقة من أن اعتدال الأسعار يصب في صالح الجميع، لضمان استمرار أعمال الاكتشاف وانتعاش الاقتصاد العالمي، وقد حازت السعودية تقدير العالم لهذه الرؤية الجديرة بالاحترام.
نادت السعودية وتنادي بضرورة زيادة مخصصات الدعم للفقراء في ظل وجود أكثر من مليار نسمة يعانون من صعوبات في التعليم والتوظيف والمياه
تتصدر السعودية دول العالم في تقديم المساعدات الإنسانية التي بلغت 147 مليار دولار في خلال 45 عاما.
ومن كل هذه المنطلقات، وجب على الكبار في دافوس، إدراك الدروس السعودية ومفادها هو لكي تنجح يجب أن تسمح للآخرين بجوارك بالنجاح أيضا وأن المكاسب والقمة تتسع للجميع، لهذا نأمل جميعا الخروج برؤية موحدة من دافوس تركز على النمو المستدام والتوظيف والاستثمار برأس المال البشري حتى يمكن البناء عليها في المستقبل في ظل ضبابية معدلات النمو وضرورة الحفاظ على الاستقرار المالي العالمي لاسيما وأن أزمة 2008 لازالت عالقة في الأذهان.
5 دروس سعودية في تحرير الاقتصاد و«الأنسنة» وخدمة الاستقرار العالميمن الرياض إلى دافوس..
تاريخ النشر: 25 يناير 2018 03:26 KSA
A A