.. العلاقة ما بين الجهات والإعلام قضية شائكة ومتجددة من كثر جدليتها ومحاذيرها ومخاوفها.. ولن تصل (ولو حرصت) إلى حلول وسطى..
حين ننظر نقول: إن الإعلام شريك أصيل في الحراك التنموي.. ونقول أيضًا بأن الإعلام هو السلطة الرابعة وأنه عيون الرقيب.! لكن بمجرد أن يلامس الإعلام حتى ولو من الطرف البعيد أي جهة فإننا نجد أن الدنيا تكاد تقوم ولا تقعد.. وإن كل ما قيل يظل مجرد تنظير..!!
(1)
.. أحدهم في كل مجلس كان يتحدث عن الإعلام ورسالته وأنه يجب أن يكون المسؤول والإعلام في خندق واحد كي تسير القافلة.. هذا (الأحدهم) اشتط غضبًا حين نشر الإعلام عن تكدس المراجعين وتعطل مصالحهم بسبب غياب موظف..!!
(2)
.. وآخر كان يظهر ودًا كبيرًا وحميمية طاغية تجاه بعض الإعلاميين وحين تناول إعلامي منهم نقدًا لأداء أحد الأقسام في إدارته تكشفت الأقنعة وتحولت الحميميات المتكلفة إلى عداوة اشتدت وتعمقت..!!
(3)
.. مشكلة المسؤول مع الإعلام أنه لا يريد منه أن يمارس رسالته وأدواره بما يحقق النفع العام والمصالح العليا، يريد فقط قرع الطبول وأن يرى من طرف قصي بانتقائية شديدة ومحددة على طريقة (قل ولا تقل) ليحقق مصالحه هو في حين أن الإعلام النزيه يرفض أن يكون مشروخا أو مرتهنًا لأحد..!!
(4)
.. أما مشكلة الإعلام مع المسؤول فعندما يتقمص رداء إدارته ويرى أنه هو الإدارة وبالتالي (يشخصن) الجهة ويختزلها ككيان في شخصه الكريم.. ويعتبر أي نقد لعمل تلك الجهة كأنه موجه لشخصه...!!
(5)
.. ولا أدري هل غاب عن ذهن المسؤول أن أي جهة حكومية هي مؤسسة دولة وليست ملكًا فرديًا لأحد؟ وأن ذلك الكرسي الذي يتطاول فيه ليس له ولن يبقى فيه إلى الأبد..!!
(6)
.. وهل غاب عنه أن الجهة الحكومية هي منظومة عمل بشرية ومن الطبيعي أن يكون هناك مايثير النقد.. فلا نفح ملائكي دائم ولا رجم شيطاني بالمطلق، شيء من هذا وشيء من ذاك.. انها الطبيعة البشرية....!!
(7)
.. اتفهم أن الهواجس هي من ردات الفعل والقرارات التي قد تحدث بسبب الإعلام لكن هذا ليس مبررًا كافيًا لكل هذا التراشق والمواجهة.
(8)
.. لتأكيد المؤكد فإن الإعلام الذي يحترم نفسه إذا لم يكن مشكاة معلقة فلن يقبل أن يكون مواطئ متدنية.
(9)
.. فقط.. ساعدوا إعلامنا ليكون مشكاة.. لا طبالا ولا حتى متعديًا.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
