الجولتان الـ(18) والـ(19) من الدوري السعودي للمحترفين كانت مولعة؛ حيث اشتعل فيها فتيل المنافسة، وارتفعت درجة الحرارة بشكل ملتهب، سيلهب معه الجولات السبع القادمة.
ابتعد الهلال بأربع نقاط عن الأهلي، وهذا وضع جيد للزعيم حاليًّا، لكنه لا يجب أن يركن إليه؛ لأن الجولات القادمة هي الأهم، بيد أنه سيواجه النصر والشباب والفيصلي تباعًا في الثلاث جولات القادمة، وبالتالي ستكون مولعة أكثر بالنسبة له.
وبالتالي فإن الدوري لم يحسم بعد، كما يعتقد البعض، ليس تقليلًا من الهلال، ولكن لأنه ليس هلال العام الماضي، ويعيش حاليًّا اضطرابًا فنيًّا واضحًا، فبرغم فوزه الكبير على الباطن بخماسية في الجولة (19) فإنه فاز على الرائد (متذيل الترتيب) بصعوبة في الجولة (18)، رغم أنها على ملعبه، كما خسر (11) نقطة من (7) مباريات في الجولات التي قبلها؛ حيث خسر إحداها، وتعادل في أربع منها.
وأعتقد أن مهر الدوري بالنسبة للهلال هو الفوز على النصر والشباب والفيصلي في الجولات الثلاث القادمة، وأي تفريط في أي مباراة منها قد يفتح الباب للأهلي، الذي فاز في (5) مباريات سابقة قبل تعادله الأخير مع الاتحاد، ويعيش انتعاشه فنية، كما أن مبارياته السبع القادمة أسهل الى حد ما مقارنة بالهلال.
ما أكتبه اليوم ربما لا يأتي بجديد، ولكن خلاصته أن الدوري السعودي ولع بعد أن كان باهتًا طيلة الفترة الماضية، خشينا معه أن ينتهي هذا الموسم، دون أن ننعم ونستمتع بالإثارة، التي نستمتع بها عادة، وهي المطلب الأول لنا كعشاق للمستديرة وللدوري السعودي.
السبع المباريات القادمة لن تكون عجافًا، بل ستكون سمانًا؛ حيث ستكون مشتعلة، وستكون هي الدوري السعودي الحقيقي، بعد أن آلت نتائج الجولات السابقة وقائمة الترتيب إلى ما آلت إليه، لتجعل المنافسة تأتي في أربعة مستويات (من وجهة نظري)؛ المستوى الأول بين الهلال والأهلي على تحقيق الدوري، والمستوى الثاني بين النصر والفيصلي والاتحاد والتعاون والشباب والفيحاء على المركزين الثالث والرابع، والمستوى الثالث بين الفتح والباطن والاتفاق على مراكز الدفء، والمستوى الرابع بين القادسية وأحد والرائد على المراكز الأخيرة.
إثارة وقوة وندية ننتظرها حتى نستمتع بها، وحتى يجهز أيضًا نجوم المنتخب السعودي المشاركون في كأس العالم المقبلة بعد خمسة أشهر، ولن يكون أفضل ولا أقوى من الدوري السعودي ليكون معسكرًا للإعداد لهذه الكأس الأولى عالميًّا، ونرجو أن تكون مشاركتنا فيها أميز من المشاركات الأربع الماضية.