لَم أَتوقَّع أَنْ تَكتَسب قصَصي القَصيرَة شَعبيَّة لَدَى مَعشر القُرَّاء والقَارِئَات بهَذه السُّرعَة؛ لأنَّهَا حَديثة عَهد بألوَاني الكِتَابيَّة؛ لِذَا سأَعتَرف بأَنَّني فَاجَأتُ نَفسِي أَيضًا؛ حَيثُ تَوقّعتُ أَنَّها رُبَّما تَكون -فِي أَحسَن الأَحوَال- كالحصَان الأَسود -مِثل نادي الفَيصلي فِي الدَّوري السّعودي- فإذَا بِهَا تُحقّق المُفَاجَأة، وتَأخُذ مَكانهَا بَين الكِبَار، مُنَافسةً عَلَى الصَّدَارَة، ولَيس مُجرَّد البَقَاء فِي الأَضوَاء؛ أَطوَل فَترة مُمكِنَة، فمَاذَا عَن مُستوَاهَا اليَوم..؟!
لنَكتَشف ذَلك:
* سَأَلَني قريبٌ لِي: مِمَّن تَعلّمتَ السَّعَادَة؟ قُلت: تَعلَّمتُها مِن الفَيلسوف «بسمارك»، الذي يَقول: (الطَّريقَة المُثْلَى للسَّعَادَة، هي البَقَاء فِي البَيت)..!
* ثُمَّ سَأَلَني تَارةً أُخرَى: مِن أَين تَبدَأ السَّعَادَة؟ قُلت: السَّعَادَة تَبدَأ مِن دَاخِل النَّفس، ومِن عُمق الذَّات؛ لِذَلك يَقول الفَيلسوف «ماري هوب»: (تَعلَّم أَنْ تَكون سَعيدًا بمُفردك، وإذَا لَم تَتمتَّع بمُصَاحبة نَفسك، فلِمَاذا تَبتَلي بِهَا الآخَرين؟)..!
* سَأَلَني: لِمَاذا تَبدو شَارِد الذِّهن، وكَأنَّك غَائِب عَن مُحيطك؟ أَلَا تَخشَى أَنْ يَنفَجر رَأسك مِن الأفكَار -»اللي مَا تَودّي ولَا تجيب؟»، قُلت: فِكري كُلَّما شَرد وغَاب، أَحضَر و»جَاب»..!
* سَأَلَني: مَاذا تَعلَّمتَ مِن الفَيلسوف «مارشال فوش»؟، قُلت: تَعلَّمتُ مِنه عِبَارة مُثمِرَة تَقول: (لَا وجُود لرِجَالٍ مُثقَّفين، بَل لرِجَالٍ يَتثقَّفون)..!
* سَأَلَني: مَا الفَرق بَين العَقْل العَربي؛ والعَقْل الصِّيني؟ قُلت: هُنَاك فرقٌ كَبير، والفَرق يَظهر مِن صِيَاغة هَذيْن المِثَاليْن: فالمَثَل العَربي يَقول: (مَن عَلَّمني حَرْفًا صِرتُ لَه عَبْدًا). والمَثَل الصِّيني يَقول: (مَن عَلَّمني حَرفاً صَار أَبي مَدَى الحَيَاة)..!
* سَأَلَني: مَن جَليس السّوء فِي هَذا الزَّمَان؟ قُلت: جَليس السّوء؛ هو مَن يَقتَحم خصُوصيَّاتك فِي «مَواقِع التَّواصُل الاجتمَاعي»، ويُشتِّتك ويُمزِّق أفكَارك..!
* سَأَلَني: كَيف تُنجز عَملك بسُرعة؟ قُلت: لكَي تُنجز عَملك؛ المَسأَلَة بَسيطة جِدًّا.. فَقَط ضَع الاهتمَامَات مَحلّ الهمُوم..!
* سَأَلَني: عِندَما تَقرأ بَعض صُحفنَا المَحليَّة.. مَاذا تَتذكَّر؟ قُلت: أَتذكَّر أُغنية المُطرب أصيل أبوبكر سالم: «الخَبَر نَفس الخَبَر»..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّ القصَص عَازِمَة عَلَى الاستمرَار فِي الإبهَار، ولَن يُثنيها شَيء عَن مُواصلة المشوَار، طَالَما تَسلَّحَت بالعَزيمَة والإصرَار..!!