Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

ما هي خطة المبعوث الأممي الجديد لليمن؟

والمطلوب من المبعوث الأممي الجديد أن يقرأ ملفات من سبقه في ذلك المنصب بعناية ويستفيد من الإخفاقات السابقة ولا يكرر نفس الأخطاء ولا يُستدرج إلى التسويف والمماطلة التي يمارسها الحوثيون.

A A
من بداية الأزمة اليمنية وبطلب من الدول المجاورة اهتم مجلس الأمن بما يحدث في اليمن وأصدر عددًا من القرارات وأوفد مبعوثين متفرغين للقضية، الأول (السيد جمال بن عمر مغربي الجنسية المبعوث من أبريل2011-2015م. ثم خلفه السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد موريتاني الجنسية من أبريل 2015 الذي استقال في يناير 2018 قبيل انتهاء عقده في فبراير2018م وأخيرًا البريطاني السيد مارتن غريفيث الذي بدأت مهمته الشهر الحالي، على أمل التوصل إلى حل من خلال التفاوض بين الطرفين الحكومة الشرعية والإنقلابيين على الشرعية بالإضافة إلى توسط أمير الكويت الذي بذل جهودًا يشكر عليها. ورغم كل المحاولات لازال الانقلابيون يصرون على تدمير اليمن من أجل تحقيق أطماعهم في السلطة. المبعوث الأممي الجديد بريطاني الجنسية يفترض أن اختياره تم على أسس تُمكّنه من فهم القضية واستعداده لبذل أقصى جهد لإقناع الأطراف المعنية بأن إطالة القضية لا يعني إلا مزيدًا من الحرمان والعناء للشعب اليمني. كما أن الاعتداءات اليومية على حدود السعودية والأماكن السكنية المجاورة لن ينتج عنها إلا مزيد من تعميق الكراهية والبغضاء بغرض خدمة إيران التي تسعى بكل جهودها لبث الفرقة بين العرب ليس حبًا في السلام أو حرصًا منها على مصلحة الشعب اليمني، ولكن رغبة في تحقيق طموحات إيران للهيمنة على المنطقة.

مهمة أي مبعوث أممي إلى مناطق الصراع الساخنة يعتمد نجاحها على مدى الإرادة الدولية لوضع حد للنزاع، ورغبة الأطراف المتنازعة في تقديم تنازلات توصلهم لحل مقبول وإيقاف نزيف النفق المظلم الذي دخلوا فيه.

وعلى شعب اليمن بكل أطيافه أن يعي بأن الشعب السعودي لايسره أن يستمر الصراع ويرى مزيدًا من الدماء تُسفك من الطرفين، كما أن استمرار الاعتداءات وإطلاق صواريخ باليستية على المدن والقرى المجاورة في المملكة وتعريض حياة المدنيين للخطر يعتبر عملًا جنائيًا يحرِّمه القانون الدولي والشعب السعودي سيكون لها بالمرصاد. ومع ذلك تقوم حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بتقديم كل ما يمكن من الدعم والإغاثة المستمرة للحفاظ على وحدة اليمن وتخفيف المعاناة على الشعب الذي أصبح ضحية لأطماع الحوثيين الإنقلابيين، ويعاضد المملكة في موقفها وجهودها حكومة وشعب الإمارات العربية المتحدة.

والمطلوب من المبعوث الأممي الجديد أن يقرأ ملفات من سبقه في ذلك المنصب بعناية ويستفيد من الإخفاقات السابقة ولا يكرر نفس الأخطاء ولا يُستدرج إلى التسويف والمماطلة التي يمارسها الحوثيون. والرسالة المطلوب أن يوصلها السيد مارتن غريفيث للحوثيين هي أن ما يقومون به هو ضد مصلحة اليمن وأن وهم انتصارهم على الشرعية وهمٌ لن يتحقق وأن عليهم التوقف عن مسلسل التدمير الذي يمارسونه بدعم من حليفتهم إيران. وفرصة النجاح للسيد غريفيث متوفرة ولكن إذا لم يأخذ بنصيحة الجدية في التعامل مع الإنقلابيين فإن مصيره سيكون الفشل مثل زملائه السابقين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store