*(الــثّـقَــافَة) هي القوة الناعمة المهمة والأهم التي تــتـنافس في حِـراكها الــدّول والمجتمعات المعاصرة؛ وإذا كان القائمون على كثير من الـمُـدن حول العَـالَـم يجدون صعوبة في البحث لها عن ثقافة وحضارة ومُـوروث يَتَكِئونَ عليه في صناعة البرامج والفعاليات؛ فإن (حَـبِيْبَتِي المدينة المنورة هــي ســيَدة الدنيا والـثَقَـافَة، وهي العاصمة الـفِعْـلِيّة للنّور لا «بَارِيس»؛ فـهي التي احتضنت سَـيّد الخلق ونبي الرحمة والإنسانية محمداً صلى الله عليه وسلم، ومنها أشــرقت شمس حضارة أزالت ذلك الــظلام الذي كان يُـسيطر على شُعـوب الـعَالَــم!
* تلك الجوهرة في أركانها تَـنَزّلَـتْ الآيات، وفي طرقاتها تجَوّلَ الملائكةُ عليهم السلام والصحابَةُ رضوان الله عليهم، وكلُّ زاوية فيها نابضَة وناطقة بحكايات خالدة من تاريخنا الإسلامي، وهي وإنْ كانت على الأرض تسكنها قطعة من جَـنّة الخُلْد؛ فرسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: (ما بين بيتي ومنبري روضةٌ من رياض الجنّة).
* ذلك الموروث الـثّـري لـ (المدينة النبوية)، ينادي بأن تكون عاصمة دائمة للثقافة الإسلامية بمهرجانات وفعاليات وبرامج مختلفة ونَــوعِــيّــة ناقلة لأصالة الماضي بلغة الحاضر، مُـسـتَـشْـرِفَــة لـصفحات المستقبل.
* واليوم وسمو أمير منطقة المدينة المخلص والطموح (فيصل بن سلمان) ينشط في استدعاء تاريخها وحضارتها، من خلال إطلاقه ودعمه لعدة مسارات، منها: (برنامجـي أَنْــسَــنَــة المدينة، وإنها طيبة وغيرهما)، هذه دعوة صادقة لإطلاق المزيد من المبادرات والمشروعات الـفَـاعِـلَـة والجَـاذِبَـة في هذا الميدان، أقترح منها: (إنشاء مدينة للثقافة الإسلامية)، شبيهة بـ (القرية العالمية في دبي)، وأعتقد أن سفارات الدول الإسلامية وملحقياتها الثقافية بالمملكة سيسعدها المشاركة في تلك المدينة، التي تحتضن مهرجانات للـقِـيَــم، ومعارض للكتب والمخطوطات والخَـطّ والفـنّ والشعر العالمي والمتاحف، وركنين خاصين بالمرأة والطفل؛ ويمكن أن للقطاع الخاص أن يكون مساهماً وراعياً لتلك المدينة الـفريدة، التي إن لم تكن دائمة، فعلى الأقل تفتح أبوابها في موسمي الحج ورمضان.
* ومن المبادرات المقترحات لثقافة طيبة الطيبة مشاركتها الدائمة في المعارض والمهرجانات الثقافية والتراثية المحلية والدوليّة بجناح يليق بمكانتها يحتوى على تاريخها وحضارتها بالعروض المرئية والصور والندوات والمحاضرات الكبرى، مع إطلالة صادقة على تطورها وما قدمته المملكة لخدمتها ورعايتها.
* وهناك أيضاً مشروعَ (قِـيَـم) الذي هــدفه إحياء وتـفْعِيْـل قِيَم المجتمع المدني الإنسانية، عبر برامج تطبيقية، وكذا مشروع (المدينة تقرأ) الذي يأتي لتكريس ثقافة القراءة في المجتمع المدني وزواره، وذلك بتوفير كُـتُــب ورقية ومسموعة وممغنطة في زوايا خاصة في الأماكن العامة كالمطار ومحطات القطار والحافلات، وفي الميادين، والأسواق الكبرى؛ وأنا متأكد بأن الجامعات والمراكز البحثية والمثقفين سيدعمون تلك المبادرة بالكُـتُــب والمقتنيات.
* وأيضاً من المبادرات الثقافية والإنسانية التي أدعو لها : (المدينة صديقة لذوي القدرات الخاصة، ومبادرة ادْعــم جَـمْعِـيَـتـك» التي غرضها دعم الجمعيات الخيرية في المنطقة، إلى غير ذلك من المبادرات والبرامج والفعاليات الكثيرة والمتنوعة التي تستخدم وتستثمر مختلف المنصات والوسائل المعاصرة؛ فهلّا تكرمت إحدى المؤسسات بتبني مثل تلك المقترحات، التي سيدعمها غيرها.
حبيبتي مدينة دائمة للثقافة الإسلامية!
تاريخ النشر: 12 فبراير 2018 01:22 KSA
ذلك الموروث الـثّـري لـ (المدينة النبوية)، ينادي بأن تكون عاصمة دائمة للثقافة الإسلامية بمهرجانات وفعاليات وبرامج مختلفة ونَــوعِــيّــة ناقلة لأصالة الماضي بلغة الحاضر، مُـسـتَـشْـرِفَــة لـصفحات المستقبل.
A A