اتفق مختصون في قطاع السياحة على أن التطبيقات الإلكترونية سحبت البساط من وكالات السفر، واستقطبت نحو 30 % من العملاء، بالعروض السعرية وجودة الخدمات؛ مما أدى إلى إغلاق 50 % من الوكالات أبوابها؛ لضعف العائد. ودعوا وكالات السفر إلى منافسة التطبيقات، عبر رفع جودة الخدمات، وتقديم عروض مناسبة للعميل، لا سيما أنها تتميز بخدمة ما بعد البيع.
وقال الخبير السياحي، الدكتور أنس صديق: إن مستخدمي التطبيقات يرتفع أعدادهم في الفئة العمرية ما بين 15-35 سنة، إلا أنه لا يشكل خطرًا على وكالات السفر والسياحة، مشيرًا إلى أن معوقات التطبيقات تتمثل في عدم المصداقية، ووضوح برنامج السفر، والتواصل مع العميل، وعدم تحمل مسؤولية حل المشكلات بعد البيع، عكس الوكالات. وأضاف «صديق»: إن الوكالات تمتلك عدة مزايا على رأسها: توفير رحلات أخرى في حال تغيب المسافر عن الرحلة الأصلية، وتوفير مترجم ومرشد سياحي، وتغيير مكان الإقامة. وأشار إلى أنه ليس هناك آلية للتصدي لاستخدام هذه التطبيقات إلا رفع جودة الخدمات، لا سيما أنها تمنح سعرًا مخفضًا، وتوفر الجهد والوقت في الذهاب لوكالات السفر والسياحة.
وأوضح أن الأمان في السفر للبلاد الأجنبية يحتل المرتبة الأولى في اختيارات المسافر قبل اختيار السعر، لا سيما للمسافر الجديد. وقال عبدالمحسن القحطاني، عضو لجنة السياحة بغرفة جدة: إن التطبيقات الإلكترونية قلصت المتعاملين مع وكالات السفر والسياحة، بنحو 30 %؛ لقلة الوقت والجهد، مع إتاحة العديد من خيارات الحجز، مشيرًا إلى أن المعوقات ضئيلة تتمثل في تغيير الحجز أو البحث عن بديل في الفنادق. ودعا القحطاني، وكالات السفر إلى رفع جودة الخدمات المقدمة للعميل، وتوفير عروض سعرية طوال العام؛ لمنافسة التطبيقات الإلكترونية. وقال إبراهيم الغامدي -أحد المتعاملين مع التطبيقات الإلكترونية-: «إن التطبيقات سهلت التعامل والحجز، خاصة أنها توفر عروضًا سعرية، مشيرًا إلى أن شركات الطيران والخطوط الناقلة لديها تطبيق إلكتروني، يتم الحجز من خلاله وبسعر مخفض، خاصة بعد التطور التكنولوجي.
إغلاق 50 % من الوكالات
وقال المهندس محمد إبراهيم المعجل، رئيس اللجنة السياحية بغرفة الرياض: إن تأثير التطبيقات على وكالات السفر بدأ منذ 5 سنوات، وظاهرة إغلاق المكاتب تتصاعد؛ لذلك يجب على أصحاب الأعمال البدء في استغلال الجانب الإلكتروني.
وأشار «المعجل»، إلى أن إنفاق العائلة السعودية على السفر والسياحة يعتبر الأعلى في العالم، بمعدل 500 ريال في اليوم للفرد.
من جانبه قال الخبير في السفر والسياحة محمد رمضان: إن التطبيقات الإلكترونية أثرت بشكل كبير على مبيعات الأفراد مقارنة بالشركات؛ لتقديمها أسعارًا أفضل، ولكن ميزة الوكالات تكمن في سهولة استرجاع وتبديل التذاكر، إضافة إلى توفير السيارة والدليل.
وأوضح أن شركات الطيران كشفت أن نسبة مبيعاتها للأفراد زادت بنسبة 20 في المئة، بعد ظهور التطبيقات، مشيرًا إلى أن إنفاق الأسرة السعودية المكونة من 4 أشخاص على السياحة، لا يقل عن 40 ألف ريال في العام.
من جانبه قال إبراهيم حامد، أحد خبراء السفر والسياحة، إنه على الرغم من المزايا التي تقدمها التطبيقات، إلا أن وجود المكاتب مهم لأسباب عدة، منها الشعور بأمان أكبر في التعامل معها، كما أن بعض الجهات، سواء الخاصة أو الحكومية ترغب في الحصول على فواتير وسندات؛ من أجل التوثيق.
وأظهرت إحصائيات هيئة السياحة والتراث الوطني، أن عدد الرحلات المغادرة الخارجية 12,7 مليون رحلة العام الماضي تقدر بـ63 مليار ريال، فيما يبلغ عدد الرحلات المحلية 34,1 مليون رحلة تقدر بـ38,1 مليار ريال.
التطبيقات الإلكترونية تطيح بـ50 % من وكالات السفر
تاريخ النشر: 18 فبراير 2018 03:30 KSA
تنافس بالعروض السعرية والبدائل المتعددة
A A