مازالت مشكلة «الروائح الكريهة» التي يعاني منها سكان الأحياء الواقعة جنوب وشرق المطار في جدة بسبب محطة معالجة الصرف الصحي، حائرة بين شركة المياه الوطنية والهيئة العامة للطيران المدني، وسط معاناة كبيرة للأهالي.. فشركة المياه التي تتبعها محطة المعالجة تقول: إن مشكلة الروائح الكريهة منبعثة من محطة قديمة خاصة بالمطار تابعة لهيئة الطيران المدني.. إلا أن «الهيئة» نفت تمامًا وحددت 3 أسباب تؤكد بها مسؤولية شركة المياه عن الوضع المتأزم منها انتقال جميع صهاريج الصرف التي كانت تتخلص من مياه الصرف إلى هذه المحطة، وقيام السائقين بإنشاء حواجز ترابية ضخمة لتستوعب تلك المياه، بل دعمت اتهاماتها للشركة بصور جوية عن طريق»غوغل إيرث» لملاحظة المساحات الواسعة التي أغرقت بالمياه السوداء. وحذر مختصان من خطورة الآثار الصحية والبيئة الناتجة عن إهمال معالجة مصدر الروائح .
سكان الأحياء المجاورة يشكون إزعاج «وايتات» الصرف والروائح الكريهة الصادرة من المحطة خاصة في فترة المساء. وقالوا: إنهم أبلغوا الجهات المختصة فيما يعانون منه ولكن لم يكن هناك تجاوب.
وأضافوا: إن مشهد هذه الوايتات المصطفة بجانب طريق الحرمين يشوه منظر العروس أمام أعين زوارها وتهدد صحة أهالي الأحياء المجاورة لها.
روائح وتلوث
يقول سعد العمري من سكان حي الرحمانية شرق المطار: دائمًا ما تهب علينا روائح المجاري كل مرة بحكم قرب مساكننا من محطة معالجة الصرف الصحي ووصف هذه الروائح بـ «المرعبة» لأنها خطيرة وتسبب الأمراض والأوبئه وخاصة من لديه أطفال في بيته يستنشقونها صباحاً ومساءً وقد يتضررون منها في المستقبل.
اما المواطن سعد علي ثفيد أحد سكان مخطط الحرمين الواقع جنوب المطار فقال: إن الروائح الكريهة المنبعثة من محطة الصرف الصحي أصبحت مزعجة جدًا لسكان الأحياء المجاورة بل حتى إن المصلين في المساجد أصبحوا يتأذون منها فضلًا عن التلوث البيئي والبصري الناتج عن وجود الصهاريج. وطالب سمو أمير المنطقة بالتدخل وتوجيه الجهات المعنية بسرعة معالجة المشكلة لاسيما وأن سكان جدة يتطلعون إلى افتتاح المطار الجديد في الأشهر المقبلة ومن غير اللائق ان يستقبل هذا المطار العالمي المسافرين بهذه الروائح المزعجة.
حفرة النفق والفلاتر العطلانة
في الإطار ذاته قال فهد العتيبي: إن المعاناة مستمرة لسكان الحي نتيجة انبعاث الروائح الكريهة من محطة معالجة مياه الصرف الصحي، وأن هذا الوضع لا يزال قائمًا منذ 3 سنوات، موضحاً أن أسرته غير قادرة على الانتقال من المنزل الحالي؛ بسبب ملكيتها له، إلى جانب وجوده بالقرب من أقاربه وأعمالهم.
وأضاف: إنه على الرغم من إغلاق الأبواب والشبابيك واستخدام كافة المطهرات في جنبات المنزل، إلاّ أن الرائحة ما تزال موجودة، خاصة في فترة ما بعد غروب الشمس وفي أوقات متأخرة من الليل، لدرجة أن من في المنزل يستيقظون من النوم أحياناً؛ نتيجة قوة الرائحة.
بينما يقول ريان المجنوني، من سكان الربوة: إنه قام عدة مرات بزيارة الشركة الوطنية لتقديم شكاوى بهذه الخصوص وأن أحد المهندسين لدى المقاول أبلغه أن أسباب تصاعد الروائح تعود لمشكلتين أساسيتين الأولى: تعطل الفلاتر الرملية وعدم استبدالها منذ أكثر من سنة وعددها 20 فلترًا وكذلك تعطل نظام شفط الروائح بالمحطة الأساسية. أما السبب الثاني فهو وجود حفرة يصل قطرها إلى أكثر من 20 مترًا وعمقها 25 مترًا تربط بين نفق الصرف الرئيس القادم من الأحياء الجنوبية الى المحطة حيث تركها أحد المقاولين السابقين مفتوحة وهي المصدر الرئيس لكل هذه الروائح والشركة في خلاف مع المقاول على هذا الموضوع. وقال أتمنى من الجهات الرقابية ونزاهة الوقوف على المحطة والتأكد من صحة هذه المعلومات ومحاسبة المتسببين
خبير بيئي:
خطيرة جدًا على صحة الأهالي
أكد الخبير البيئي الدكتور فهد تركستاني أن هذه الروائح المزعجة التي تصدر من المحطة بسبب عملية تفريغ حمولات الصرف الصحي من الوايت إلى الحفرة أو المكان الذي يتم فيه تجميع طمي الخام لمياه الصرف «خطيرة جدا» على صحة الانسان وتكون مسببة لأمراض بالجهاز التنفسي وأيضا تتطور الحالة وتكون مكونة أوبئة جديدة تهدد حياة سكان الأحياء المجاورة، وكما أنها تسبب ضررًا أيضًا حتى على المارة بسياراتهم من جانب المحطة.
واقترح تركستاني أن يتم استقبال حمولات الصرف الصرف الصحي في منطقة عميقة ومغلقة بإحكام وتكون معزولة وبعيدة عن المناطق السكنية يتم فيها تفريغ حمولات الصرف الصحي من الوايتات وبالتالي يكون ذلك أكثر أماناً وحتى يتم معالجتها بأسرع وقت.
استشاري صدرية:
ميكروبات وأمراض تنفسية
قال الدكتور صالح الغامدي استشاري أمراض صدرية أطفال: بشكل عام تعتبر روائح الصرف الصحي من الروائح القوية والمزعجة ولها تأثير قوي على الجهاز التنفسي لدي الانسان قد أكدت الدراسات أنه لمثل هذه الروائح تأثير قوي على من يعاني من أمراض الربو والحساسية الصدرية.
وأضاف: إنها تزيد نسبة حدوث الأزمات التنفسية لدى مرضى الربو والحساسية، أما بالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من أزمات الربو فإن زيادة تعرضهم لهذه الميكروبات يؤدي إلى زيادة فرصة حدوث الالتهاب في الصدر والجهاز التنفسي؛ نتيجة تهيج الأغشية المخاطية في الجهاز التنفسي.
أسباب لوجود الروائح الكريهة حسب إفادات المصادر
1 تعطل الفلاتر الرملية للمحطة
2 تعطل نظام شفط الروائح
شركة المياه: محطة الطيران المدني وراء روائح المطار الكريهة
برأت شركة المياه ساحتها وأخلت مسؤوليتها عن مصدر الروائح ورمت بالكرة في ملعب هيئة الطيران المدني حيث قال مدير وحدة أعمال جدة بشركة المياه المهندس محمد بن أحمد الزهراني: إن شركة المياه الوطنية مسؤولة عن الصهاريج داخل المحطة فقط، أما قبل دخولها المحطة فهي ليس من اختصاص الشركة، وأشار الى أن مشكلة الروائح الكريهة منبعثة من محطة قديمة للمعالجة خاصة بالمطار وتابعة لهيئة الطيران المدني، وحاليا هناك تنسيق بين هيئة الطيران المدني وشركة المياه الوطنية لتحويل الصرف الصحي الى محطة الشركة لتتم معالجته معالجة ثلاثية ومن ثم إغلاق المحطة القديمة
الطيران المدني: محطة شركة المياه مصدر الروائح
رفضت الهيئة العامة للطيران المدني اتهام شركة المياه لمحطتها وقالت: إن لديها أدلة موثقة تؤكد مسؤولية الشركة عن مصادر تلك الروائح وقالت الهيئة ردا على سؤال «المدينة» : (أنه توجد محطة معالجة صغيرة تابعة للمطار، إلا أن مصدر انبعاث الروائح الكريهة من المحطة الرئيسة التابعة لشركة المياه الوطنية وذلك للأسباب التالية:
أولًا: انتقال كل صهاريج الصرف الصحي التي كانت تتخلص من مياه الصرف الى هذه المحطة بدلًا من بحيرة الصرف الصحي السابقة.
ثانيًا: قيام سائقي الصهاريج بالتخلص من المياه بتفريغها في التربة وتفادي الانتظار حتى الوصول للمحطة ما أدى لتلوث التربة ولدينا صور تثبت ذلك.
ثالثًا: قيام السائقين بإنشاء حواجز ترابية ضخمة لتستوعب تلك المياه واصبحت بديلًا للمحطة ويمكن مشاهدة صور جوية باستخدام «غوغل ايرث «لملاحظة المساحات الواسعة التي أغرقت بالمياه السوداء وكذلك البحيرات الناشئة عن الحواجز الترابية العشوائية وبالتالي انتشار الروائح بشكل مؤذٍ ومزعج وخاصة للاحياء الواقعة جنوب المحطة
كل ذلك عدا النفايات المتراكمة في الموقع ومخالفي أنظمة الإقامة والعمل الذين يجب ضبطهم كما يجب العمل على إبعاد مصب هذه المياه في منطقة غير مأهولة ونقل المياه بالانابيب للمحطة، وانهاء شبكات الصرف الصحي لإيقاف استخدام صهاريج الصرف الصحي نهائيًا للحد من الاضرار البيئية وتدمير البنية التحتية والطرق جراء نقلها للمياه الملوثة).
روائح مطار جدة «المياه» تتبرأ.. و«الطيران» تتهمها بـ 3 أدلة
تاريخ النشر: 20 فبراير 2018 03:22 KSA
مازالت تكتم أنفاس السكان.. وطوابير وايتات الصرف تشعل الأزمة
A A