في استطلاع أجرته صحيفة محلية قبل عشرين سنة، كانت إجابات عدد قوامه «355» طالباً بالصف الثالث الثانوي على سؤال طرحه أحد المدرسين، أنهم يدخلون المدرسة بشعور السجين، وأنهم ينظرون للمعلمين كأعداء.. لم تلفت هذه الإجابة نظر أحد من القائمين على أمور التعليم ويسأل لماذا؟.
وفي تحقيق نُشر في إحدى الصحف قبل عشرين سنة أيضاً، إجابات خطيرة لطلاب مدرسة أجمعوا على أن مناهجنا الدراسية وطرق التدريس تجمّد القدرات الذهنية، وطالبوا بأن يُعيد المسؤولون عن التعليم قراءة واقع التعليم والعمل على الاستفادة من تجارب أثبتت نجاحها في دولٍ كثيرة. ولم يلفت ذلك الصوت العالي سَمْع أحد في المؤسسة التعليمية. ومضت السنوات ولاتزال الشكوى قائمة.. رغم ضخامة الأموال التي تعتمدها الدولة في كل عام، على تعليم لا يُجاري العصر الذي نعيشه. وكان من نتائج ذلك الاتجاه إلى المدارس الدولية، التي أطلق سراح الالتحاق بها أخيراً، وسوف يزداد الإقبال عليها مع الأيام.. وقد لا نُدرك اليوم ماذا سيكون عليه حال أجيالنا القادمة، إذا نحن أمعنَّا السير في هذا الاتجاه.. إذا نحن أهملنا تطوير نظامنا التعليمي، واعتمدنا على المدارس الخارجية، وخطورة ذلك على هويتنا وثقافتنا الوطنية.
• يحتاج التعليم عندنا إلى فورة، إلى هيئة وطنية دائمة، تفتح صدرها.. تستمع لكل الآراء.. تأخذ بتجارب الدول، تُقدِّم تعليماً مفيداً يتناسب مع متطلبات العصر الذي نعيشه، بإمكاناته العلمية الهائلة وطموحات شبابه، وسوف نأسى على الحاضر والمستقبل إذا نحن أهملنا هذا الأمر!!