شيعت جموع من أهالي المدينة المنورة عقب صلاة المغرب أمس «الطفل الغريق» رياض الجابري ذا الثماني سنوات الذي توفي نتيجة غرقه في مجرى سيل وادي العقيق مساء أمس الأول الأحد، في جنازة مهيبة خيم فيها الحزن على الجميع في ساحات المسجد النبوي الشريف، ووري جثمان الطفل في مثواه الأخير بمقبرة البقيع بعد الصلاة عليه بالمسجد النبوي الشريف.
وأدى الأب المكلوم سيف الجابري مع الآلاف من المصلين في المسجد الصلاة على ابنه، وعاش الأب لحظات عصيبة وهو يحمل على كتفيه ابنه لينقله إلى مثواه الأخير ليجهش خلال التشييع بالبكاء وتدمع أعين كل من كان حوله فتحتضنه قلوب المشيعين قبل أذرعهم، في مشهد جسد أروع الأمثلة في التلاحم بين أهالي المدينة المنورة.
ولم يدر بخلد الغواص المتطوع عوض الجابري أن ذات الموقع الذي شهد فقدان ثلاثة من أبناء شقيقاته قبل 20 عاماً، سيشهد بعد كل هذه السنوات نجاحه في انتشال جثة الطفل الغريق رياض الجابري، وقد شارك عوض بالعديد من المهمات، ومن أبرزها بحث وانتشال مفقودين في منطقة تبوك قبل عدة سنوات.
«المدينة» تواجدت بموقع الحدث والتقت بالغواص عوض الجابري، والذي أشار لنا لموقع الحادثة، وقال: تم الاتصال بي في تمام الساعة السابعة والنصف مساء من قِبل ابن عم الطفل وأبلغني بضرورة حضوري للموقع وعلى الفور توجهت إليه وعند وصولي وجدت التعاون من قبل الدفاع المدني ووفروا لي أسطوانة الغوص ووجدت الطفل بمساعدة فرق الدفاع المدني بعد ربع ساعة من بحثي عن الجثة. وأشار عوض إلى أن الموقع أعاد له ذكريات مؤلمة عندما فارق ثلاثة من أبناء شقيقاته قبل 20 عاماً في نفس الموقع.
واختتم الجابري حديثه داعياً جميع الأسر إلى الحرص والابتعاد عن هذه الأودية وطالب بعمل سياج حديدي على جوانب المجرى حتى لا تتوافد له الأسر لحظة هطول الأمطار.
من جانبه قال شاهد عيان وقريب الطفل المتوفَى هاني مذكر الجابري إنه سقط في وادي العقيق بحمراء الأسد عصر أمس الأول الأحد، وتم الاتصال على فرقة الدفاع المدني وباشر الموقع في حينه ونزل الغواصون لاستخراج الجثة وبعد المغرب اتصل أقرباء الطفل المتوفى على الغواص المتطوع عواض ناشر الجابري وباشر الحادثة وفي تمام الساعة التاسعة وعشر دقائق تم استخراج الجثة.
«غواص متطوع» ينتشل الطفل «غريق الوادي».. وجموع تشيعه بالمدينة
تاريخ النشر: 27 فبراير 2018 03:32 KSA
فقد 3 من أبناء شقيقاته بنفس الموقع قبل 20 عاماً
A A