Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سامي سعيد حبيب

أسلحة روسيا النووية الأحدث.. خطوة أخرى نحو الثالثة

A A
يكاد يجمع الخبراء على أن قدرة الردع النووي تكمن في التكافؤ التدميري حتى بعد تلقي الخصم ضربة نووية استباقية، أي أن الدولة المستهدفة تمتلك فوق شبكتها الصاروخية الدفاعية المضادة للصواريخ البالستية والموجهة من التقنيات الحديثة والأجيال الجديدة من أسلحة الدمار الشامل النووية ما يُمكِّنها من توجيه ضربة انتقامية ماحقة على المعتدي قد لا تقل تدميراً عن سابقتها. هذا المفهوم الاستراتيجي في طريقه للتغيير جذرياً بعد إعلان الرئيس الروسي بوتين في حفل إعلان ترشحه لمنصب الرئاسة الروسية للمرة الرابعة الخميس قبل الماضي، عرج من خلاله على التعريف بالأسلحة النووية الجديدة التي تم تطويرها خلال فترات رئاسته، فبعضها لا قِبَل للمضادات الغربية للتصدِّي لها بالتقنيات الحالية، لاسيما الصاروخ الطواف الجديد الذي قال عنه الرئيس فلاديمير بوتين -مستعيناً بفيديو توضيحي-: إن الدروع الصاروخية الأمريكية في أوروبا وآسيا لا يمكنها إيقاف الصاروخ الجديد.

أحد تلك الأسلحة الروسية الحديثة -وعلى سبيل المثال لا الحصر- الصاروخ الطواف المشار اليه أعلاه، هو بكل المقاييس خارق للمألوف، فقد أنتجته روسيا -طبقاً لما قاله الرئيس الروسي بوتين- بقدراتٍ غير مسبوقة، (فيُحلِّق بسرعة خمسة أضعاف سرعة الصوت، وقدرة مناورة 20 ضعف سرعة الصوت)، ويعمل بالدفع النووي ووصفه بوتين بأنه «لا يُقهر»، فهو يستطيع أن يُحلِّق على ارتفاعات منخفضة جداً فيتحاشى بذلك انكشافه للرادارات، كما أنه يستطيع أن يُحلِّق لأيامٍ وأشهر، لأن توليد قوة الدفع فيه تعمل بالطاقة النووية المحمولة على متن الصاروخ ذاته، فهو غير محدود المدى، وله قدرات مناورة غير مسبوقة مع عدم توقُّع مساره، ويُمكنه تجاوز خطوط الردع، وهو لا يُقهر أمام جميع الأنظمة الحالية والمستقبلية للدفاعات الصاروخية والجوية، فإذا ما أخذ بعين الاعتبار أنه يحمل رأساً أو رؤوساً نووية، فإنه لكل ما سبق يمكن اعتباره الصاروخ النووي الأخطر على مستوى العالم، وأنه سيُشكِّل تحدٍ مُعجز للولايات المتحدة وبقية دول الغرب لسنوات قادمة. وكما أن السياسة تستفيد من التقنيات العسكرية المتطورة لفرض ترتيب جديد للدول الكبرى في عالمٍ يمكن أن يكون مُتعدِّد الأقطاب من خلال فرض مزيد من الهيبة والهيمنة التي تكسبها الترسانات العالمية، فإن العكس صحيح أيضاً، أي أن وجود الأسلحة المتطورة في دولةٍ ما، يساعدها على اكتساب المزيد من الهيبة.

صُعقت الولايات المتحدة الأمريكية، وصُعق مجتمعها الاستخباراتي مما حصل من تطوير أخير لأسلحة الدمار الشامل، فهذا التطور يُقرِّب العالم بشكلٍ كبير من حرب نووية، نظراً لاختلال نظرية توازن الرعب النووي. والأهم من ذلك، فإن مثل ذلك الصراع سيُشعل حرباً عالمية نووية، فهل ستكون ساحة تلك الحرب (دولنا العربية)، أم ستكون في ديارهم التي سيُسلِّط الله عليهم أنفسهم، فيُدمّروها كما دمّروا معظم عالمنا العربي.

اللهم احفظ بلادنا، بلاد الحرمين الشريفين، المملكة العربية السعودية، وسائر ديار المسلمين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store