إن البرامج الحوارية التي انتشرت عبر الإعلام، خاصة المسموع والمشاهد، أو ما سمِّي في عصرنا الحالي ببرامج التوك شو، والتي أصبحت أبرز برامج البث التليفزيوني عبر العالم، والتي للأسف اعتراها الكثير من السوء، وأصبح يُجلَب إليها مَن يظنُّ أن الإعلام فقط هو ما يثير، حتى وإن كانت هذه الإثارة مدمرة للمجتمعات بنشر الفوضى في أرجائها، وأصبح الإعلام حتى ما كان منه ينال ثقة الناس، يعرض عليهم برامج إثارة لا يفيد منها الناس إلا تخريباً للعقول، ونشر أفكار فوضوية مدمرة بينهم، خاصة بين الفئات الأقل فهماً، لما يدور حولها من أفكار، وانتشر في الإعلام مصاحباً لذلك تزييف الأخبار وفبركتها، والتي يراد منها الحرب على دول أو مجتمعات معينة، وهو اليوم السائد وللأسف حتى في وسائل إعلام غربية ظل يُبَث في مجتمعاتنا العربية أنها الأصدق، وأنها وسائل الإعلام الموثوق بها، وأصبحنا اليوم نتلقَّى عليها أسوأ الأخبار التي لم تقع حقيقة، وإنما يُقصد بنشرها التأثير في دولةٍ معينة أو مجتمعات معينة، خاصة ما أصبح يُنشر عن انتهاك حقوق الإنسان، فتحشد حالات يُنشَر عنها عبر الإعلام، فإذا بحثت عنها في الواقع لم تجد لها أثراً، وأصبحنا نسمع عن فضائح في هذا الباب لا تقدم عليها وسيلة إعلام إلا وفقدت المصداقية، ومع انتشار الأخبار عبر الإنترنت في المواقع ووسائل التواصل أصبح الزيف والفبركة والكذب هو السائد، ووجب على المجتمعات البشرية أن تعيد النظر في الوظيفة الإعلامية للإنترنت، بحيثُ يُضبَط النشر على صفحاته، قبل أن تندم البشرية مما سيحدث فيها من الكوارث، وعما قريب -زمناً- كان هناك تجربة ما سُمِّي الربيع العربي، والذي أظهر أن كثيراً مما بُث على الإنترنت لم يكن له حقيقة، وإنما زيف، لتدمير دول هي اليوم عبرة لمن انساقوا وراء وسائل إعلام خططت لهجمات، أو قُل حرباً إعلامية، على دولٍ معينة، بقصد نشر الفوضى فيها، وحصل لها ما أرادت، واليوم تعاني كثيراً لكي تعود إلى مجتمعات مستقرة، ولا تستطيع، ولا يزال المخططون للتدمير يواصلون الهجوم عليها حتى لا يتحقق الاستقرار فيها، وإن لم يستطع العقلاء مواجهة هذا الزيف، الذي يُقصَد به التدمير عبر برامج متقنة ومخطط لها، تمحو آثار ذلك كله، سيكون له آثار سلبية على البشرية جمعاء، فهل يفعلون؟، هو ما نرجو، والله ولي التوفيق.