ذهب العميد إلى حفر الباطن وهو محمل بالمشاكل فرحلة سفره للحفر تعطلت عدة مرات ونجمه الأهم فيلانويفا عائد من الإصابة للتو ونتائجه في الدوري محبطة حيث خسر آخر ثلاث مباريات خسارات موجعة ألقته في الترتيب العاشر، وغيرها من المشاكل العناصرية والفنية والمالية التي أثقلت كاهل الاتحاد.
في المقابل لعب السماوي بعد أن أقصى الكبير النصر في أرضه وبين جماهيره، ليتأهل لدور الأربعة أمام الاتحاد ويخدمه الجدول بأن تكون المواجهة على ملعبه الذي يحفظه شبرًا شبرًا ويعرف كيف يستغل مساحاته وأرضيته الصناعية لينقض على خصومه.
توقع الكثيرون أن يلحق الاتحاد بجاره الأهلي، إلا أن العميد رمى بتوقعاتهم في سلة النسيان.
ذهب العميد إلى الحفر وهو لا يملك إلا شيئاً واحداً وهي الروح الاتحادية التي ظهرت فقضت على كل المشاكل وحولت المستحيل إلى ممكن والصعب إلى سهل.
لم تكن قائمة الاتحاد 18 لاعبًا بل كانت 18 رجلاً، قلوبهم مفعمة بالحب والإخلاص لناديهم العريق.
كل الظروف والمعطيات سواء الفنية أو المناخية أو المعنوية أو ملعب المباراة في صالح الباطن، ولكن كل ذلك لم يكن يعني شيئًا لنجوم العميد فاستعانوا بسلاحهم الأقوى الذي لا يخيبهم أبدًا وهو سلاح الروح الاتحادية فكانوا الأعلى فنيًا ولم يهزهم تقدم الباطن مرتين بل عادوا وسجلوا وسجلوا واثخنوا مرمى مزيد العنزي بسداسية لم يتلقَّها السماوي في ملعبه من قبل.
مباريات نصف النهائي جاءت مغايرة لكل التوقعات فهزم الأهلي الذي يملك أغلى اللاعبين والمدربين ويملك في قائمته ترسانة من النجوم تشكل العناصر الأبرز في عدة منتخبات ومع ذلك عجز عن تجاوز الفيصلي الأقل منه فنيًا وبمراحل، وفي اللقاء الثاني كسب العميد السماوي القوي في أرضه ووصل إلى نهائي كأس الملك ليقدم درسًا لجاره ولكل الأندية بأن كرة القدم ليست مالاً ولا بهرجة ولا نجومًا لامعة وإنما روح وإخلاص وتفانٍ للشعار داخل المستطيل الأخضر.
سيناريو يكرره الاتحاد للمرة الثانية بعد أن حصد العام الماضي كأس ولي العهد رغم ظروفه القاهرة، يعاود الكرة مرة أخرى هذا العام وبرغم ظروفه الأصعب يصل للبطولة الأهم والأغلى كأس خادم الحرمين الشريفين.
إنه العميد يا سادة.