من هارفرد لسوفت بنك.. تحليق في سماء العلم والاقتصاد والتكنولوجيا

جاء اختيار المؤسسات المالية والاقتصادية والأكاديمية التي حظيت بزيارة ولي العهد ضمن زيارته التاريخية للولايات المتحدة، مؤكدا لحقيقة سعي سموه الدؤوب لاستثمار المستقبل لصالح الشباب فضلا عن الأجيال الواعدة من أبناء وبنات المملكة. ومن جامعة هارفرد إلى «وارنر بروذارز» مرورا بسوفت بنك وجنرال اليكتريك ورايثيون وبوينج، حلقت الزيارة في آفاق الاستثمار السعودي والشراكة الاستراتيجية التي تضع الشباب في صدارة كل مشروع.. تدريبا وصقلا وعملا في منظومة السعودية الجديدة.

إن قراءة واحدة على نوعية المؤسسات والشركات والكيانات المالية لتؤكد مستوى الجهد الذي بذل لتأتي هذه الزيارة بهذا الشكل وبذلك المضمون.. إنه الشكل الذي أثار ومازال يثير دهشة المتابعين وفرح المخلصين، وحقد المترصدين.. وإنه المضمون الذي ظهرت بواكيره على هيئة اتفاقيات وعقود ومذكرات تفاهم.. هنا إضاءة على بعض المؤسسات والقطاعات المختارة.

هارفارد

أفضل جامعات العالم

تعد جامعة هارفارد التي زارها سمو ولي العهد والتقى بقادتها، واحدة من أشهر وأعرق الجامعات في العالم، تأسست عام 1636(قبل 382 سنة)، وتصدرت الجامعة قائمة صحيفة تايمز لعام 2015 ؛ فقد احتَّلت المرتبة الأولى بين أفضل 100 جامعة فِي العالم.

وتعد المكتبة الأكاديمية بها من أهم معالم الجامعة؛ فهي من أكبر المكتبات على مُستوى العالم، وهي المكتبة الأضخم في الولايات المُتحدَّة الامريكية؛ حيث بلغ مجموع محتوياتها ما يقارب 19 مليون كتاب، و400 مليون مخطوطة، و10 ملايين صورة، وتوجد فيها وثائق نادرة تعود إلى القرن الثامن عشر.

وقد درس في جامعة هارفارد العديد من الرؤساء والسياسيين والمشاهير العالميين، من بينهم باراك أوباما وجورج بوش الابن وجون كيندي وفرانكلين روزفلت، وهنري كيسينجر (وزير خارجية سابق).

معهد ماساتشوستس..

الذكاء الاصطناعي

يعد المعهد العريق بمثابة جامعة مقسمة إلى خمسة مدارس «الهندسة المعمارية والتخطيط؛ الهندسة؛ العلوم الإنسانية والفنون والعلوم الاجتماعية؛ الإدارة؛ والعلوم» وكلية واحدة تحتوي على 34 تخصصًا أكاديميًا و53 مختبرًا لديها ما يقارب 1000 عضو في هيئة التدريس من المتفوقين والحاصلين على الامتياز في مجال الأبحاث التقنية المتقدمة وتطبيقاتها، ويدرس لديهم أكثر من 11 ألف طالب جامعي وطلاب دراسات عليا، وأكثر من 130 ألف خريج.

وقد تأسس المعهد عام 1861م (قبل 157 سنة) ويعتبر من المعاهد المتألقة عالميًا، وللمعهد دور رئيسي في هندسة الطب الحيوي وفي تطوير الحواسيب وفي أجهزة الملاحة المستخدمة في القذائف والمركبات الفضائية، وينشط كذلك المعهد بشكل كبير في مجال الذكاء الاصطناعي.

جنرال إلكتريك..من الطاقة للصحة

تأسست شركة جنرال إلكتريك الشهيرة في نيويورك عام 1892 (قبل 126 سنة) أسسها العالم الأمريكي توماس أديسون مخترع مصباح الضوء.

وتعمل الشركة من عام 2016 في العديد من القطاعات الهامة منها الطيران، والتيار، والروبوتات، واتصالات الطاقة، والبحوث العالمية، والرعاية الصحية، والاضاءة، والنفط والغاز، والطاقة، والطاقة المتجددة، والنقل، ورأس المال الذي يلبي احتياجات الخدمات المالية، الأجهزة الطبية، علوم الحياة، المستحضرات الصيدلانية، السيارات، تطوير البرمجيات والهندسة الصناعية والأعمال الرقمية الصناعية.

وفي العام الماضي وقعت الشركة الأمريكية رزمة مذكرات تفاهم ومشروعات مهمة مع المملكة العربية السعودية بقيمة إجمالية تبلغ 15 مليار دولار أمريكي، بحضور الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتغطي هذه الاتفاقيات قطاعات الطاقة، والرعاية الصحية، والنفط والغاز، والتعدين، بهدف إيجاد منصة حقيقية مستدامة للتنويع الاقتصادي ودعم تحقيق رؤية السعودية 2030، كما أنها تتوج شراكة طويلة تزيد على 80 عاما من تواجد الشركة في المملكة.

شركة رايثيون..أمن ودفاع وقدرات عسكرية

شركة «رايثيون» تأسست عام 1922م (قبل 96 سنة) وهي شركة رائدة في مجال التقنيات والابتكارات المتخصصة عدة مجالات من أبرزها الدفاعية والأمنية والأسلحة الإلكترونية العسكرية والتجارية وهي أكبر منتج في العالم للصواريخ الموجهة إضافة إلى امتلاكها لمنتجات وأجهزة في مجالات الاستشعار والتأثير والاتصالات والأنظمة الذكية.

وفي 20 مايو 2017 وبحضور خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقعت شركة «رايثيون» (المسجلة في بورصة نيويورك باسم RTN) و»الشركة السعودية للصناعات العسكرية» في السعودية مذكرة تفاهم، يهدف من خلالها الطرفان إلى تعزيز الشراكة فيما بينهما في المجالات الدفاعية والتكنولوجية.

سوفت بنك..تنويع الاستثمارات

حرص سمو ولي العهد أثناء زيارة نيويورك على الالتقاء، بعدد من الرؤساء التنفيذيين ومديري كبرى الشركات الأمريكية التي استثمر فيها صندوق «رؤية سوفت بنك». وجرى خلال اللقاء استعراض المجالات الاستثمارية المشتركة في إطار صندوق «رؤية سوفت بانك».

وتهدف الشراكة بين صندوق الاستثمارات العامة وSoftBank

إلى تنويع استثمارات الصندوق في قطاعات جديدة ذات عوائد مرتفعة، وتركز على جديد التقنية بشكل أساسي.

وتهدف الاتفاقية بين الاستثمارات العامة وSoftBank

كذلك إلى تعظيم أصول الصندوق، وبناء شراكات إستراتيجية مع الشركات الواعدة في مجال التقنية.

وفي هذه الزيارة وقّع سمو ولي العهد مذكرة تفاهم مع «سوفت بنك» لإنشاء أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم لإنتاج 200 غيغاوات في السعودية، بقيمة إجمالية تصل إلى 200 مليار دولار أمريكي. وسيبدأ فورًا العمل على بناء هذا المشروع الأكبر في العالم، والذي يتوقع أن ينجز عام 2030.

وتعزز دور السعودية في إمداد أسواق العالم المحروق في النفط، لاسيما أن الطلب على النفط يتزايد باطراد مع نضوب الإنتاج في بعض المناطق، كما أنها تُسهم بما يُقدر بـ100 ألف وظيفة بالسعودية، مع توفير ما يقدر بـ40 مليار دولار أمريكي سنويًّا.

«ماجيك ليب» و«وارنر بروذارز»بنية تحتية وشراكة في الترفيه والثقافة

وفي لوس أنجلوس التقى سمو ولي العهد الرئيس التنفيذي في شركة ماجيك ليب روني أبوفيتز، وقدم رئيس الشركة لسمو ولي العهد عرضًا عن مجال الشركة ومنتجاتها، كما تم استعراض فرص الشراكة والاستثمارات المحتملة في البنية التحتية في عدد من المشروعات في المملكة.

كما التقى سمو ولي العهد في مقر إقامته في لوس أنجلوس أمس رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة «وارنر بروذارز» للترفيه كيفن تسوجيهارا، وكبار المسؤولين لعدد من الشركات التابعة للمجموعة، وجرى خلال اللقاء تبادل الأحاديث حول فرص الشراكة الواعدة في المجالات الإعلامية والترفيهية والثقافية، إلى جانب بحث فرص التدريب للشباب السعودي.

«فيرجن قالاكتيك»..مركبات تراقب الكرة الأرضية

وفي يوم فضائي تكنولوجي، واستهدافًا لتحويل المملكة من مستهلك إلى منتج للتكنولوجيا، زار سمو ولي العهد، فيرجن قالاكتيك، وميناء موهافي للطيران والفضاء.

وخلال الجولة عرض مؤسس مجموعة فيرجن رئيس مجلس إدارة فيرجن قالاكتيك ريتشارد برانسون، نظام (الهايبر لوب) للنقل العالي السرعة، الذي يصل المدن ببعضها ويختصر المسافات.

كما تم استعراض وتطوير مجالات الشراكة الاستثمارية القائمة في الخدمات الفضائية، وبحث فرص تعميق التعاون في التقنيات الحديثة، والبحث والتصنيع والتدريب للشباب السعودي، وصولا إلى تحويل المملكة من المستهلك إلى المنتج للتكنولوجيا.