اعتقدتُ للوهلةِ الأولى أن التي تمشي أمامي حاوية قمامة (أجلّكم الله) وليست سيارة عاديّة وسبب ذلك كمية العلب والأكياس التي تُرمى من نوافذها وكأن من يرمونها في تحدي (مين فينا أكثر تلويثاً للمكان من الثاني) والحقيقة بما أنني في لجنة التحكيم التي تشكّلت من أقرب ثلاث سيارات خلفهم فقد أعلنت النتيجة بتعادلهم وأنهم على مستوى واحد من عدم المسؤولية وأنهم جميعاً يستحقون الجائزة الكبرى وهي غسل عشر سيارات والعمل خمسين ساعة في مكب النفايات.
أتوقع أن الكثير منا شاهد الصورة التي يقف فيها عامل الاستراحة وسط أكوام القُمامة التي لم أتخيل أن صورة واحدة قادرة على جمعها مما يجعلك تشك للحظات أن المكان مرمى للنفايات وليست استراحة للأفراح والمناسبات وكان حظ هذا العامل العاثر أنه أجّرها على أناس أقل ما يقال عنهم أنهم غير مسؤولين ولا متحضرين ولم يفهموا جماليات الدين وقس على ذلك ما يحدث في الشوارع والشواطئ والحدائق من رمي القاذورات وسوء استخدام للمرافق وكأنهم يعانون من مرضٍ واختلال أو أنهم يكرهون رؤية النظافةِ والجمال.
أعتقد أن من أهم أسباب عدم النظافة هي اللامبالاة لدرجة أني رأيت أحد الصغار يشرب من علبة عصير ولما فرغ منها رماها عن شماله على الطريق مع أن صندوق القمامة على يمينه لا أدري ما هو مُبرّره.
وبعد ذكرنا بعض الأسباب دعونا نتحدث عن بعض الحلول فالواجب أن يكون كُل شخصٍ عن تصرفاته مسؤولاً ومن الحلول التي أستخدمها يكون معي دائماً في سيارتي أكياس لجمع النفايات ورميها في أقرب حاوية وأيضاً منع بعض الأشياء التي تساهم في اتساخ الشوارع مثلاً سنغافورة منعت الُلبان 14 عامًا وذلك لما يُكلّف الدولة من أموال لتنظيف الشوارع منه وحتى عندما سمحت ببيعه كان يُباع من خلال الصيدليات فقط وذلك لأسباب طبيّة.. تُعجبني عبارة لو طبّقها الجميع كانت مُدننا أنظف المدن تقول: (اترك المكان كما تحب أن تجده).
الإسلام دين الطهارة والنظافة فكما اهتم بطهارة المسلم الداخلية بالتوحيد والإيمان والتحلّي بالأخلاق والإحسان أيضاً اهتم بنظافته الخارجية في الجسد والملبس والبيت والطريق.
ليست دعوة للمثالية وليس ادعاء للكمال ولكنه نداء استغاثة للتوقف عن الكسل واللامبالاة والاهمال، ولو ما فيها (كلافة) (شوية) نظافة.