* ذات سنة وفي إحدى زياراتي لدولة عربية قرأتُ في إحدى المجلات الأدبية مقالاً لـ(أحد المثقفين هناك)، فيه يَصِف رحلة حَجِّه؛ حيث كان يسخر من كلّ شيء بدءاً من رحلة المغادرة، ومشاهدته لأولئك البسطاء الذين رآهم يبكون في المطار فرحاً بأنهم سيتمكنون من أداء الركن الخامس لدينهم الإسلامي، وشَوقاً لمصافحتهم للأماكن المقدسة في مكة والمدينة.. ثم استهزاؤه ببعض مناسك وتفاصيل الحج، كالطواف وتقبيل الحجر الأسود ورمي الجمرات، إضافة لتقليله من الجهود التي بذلتها المملكة حكومة وشعباً في خدمة الحجاج، ومحاولاته النيل من قادتها ورموزها الوطنية.
* ذلك السيناريو الساخر الذي رسمه (ذلك الجاحد) لرحلة حجّه، وعبارات الاستهزاء التي ضمَّنها مقاله الواصِـف لها، لم تؤلمني -لمعرفتي بمنهجه الفكري- بقـدر تأكيده بأنه إنما حَجّ غصباً عنه، مجاملة لإصرار (وزارة الإعلام) -في ذلك الوقت- على دعوته تكراراً ومراراً ليكون واحداً ممن يُقدَّم لهم (الحج مجاناً) على حساب الدولة.
* تلك الحكاية تذكَّرتها والمدعـو (خالص جلبي) الذي عاش في بلادنا هو وأسرته لأكثر من 30 سنة طبيباً، وكاتباً في كبريات صحفها، يأكل من خيراتها، وينعم بما قدمته له من العيش الكريم والأمن والأمان، ثم غادرها؛ ليكشف عن قناع النفاق والتّملق الذي كان يلبسه؛ وليتطاول عليها ويسخر من مجتمعها الطيب الذي احتضنه بالاحترام والود والمحبة؛ كاشفاً عن ما كان يحمله قلبه من حقد وغِـلٍّ على هذا الوطن المعطاء وأهله!.
* وهنا نعم هناك فئة من إخواننا الوافدين الذين عاشوا ويعيشون على ثرى هذه الأرض الطيبة يحملون لها الوفاء والتقدير، وهم مستعدون لحمايتها بأرواحهم، ولكن كم مِن (خالص جلبي) يعيش بيننا؟ وفؤاده نابِضٌ بحقده علينا، مُتمنّيَاً بكل جوارحه زوال ما أنعم الله به علينا، وربما وفي الخفاء قام بممارسات عدائية تجاه وطننا بطريقة أو أخرى؛ ولذا فواجب مؤسساتنا المعنية اليوم إعادة النظر في أولئك الجاحدين، وقراءة أحوالهم بعين فاحصة، وتطهير الوطن من رجسهم!.
a a l j a m i l i @ y a h o o . c o m
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 (Stc)، 635031 (Mobily)، 737221 (Zain)