Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

في الحركة بركة

A A
وفقاً لدراسة نشرت في دورية (لانسيت) الطبية البريطانية، فإن المملكة تحتل المرتبة الثالثة عالمياً بنسبة 86% في الخمول البدني وقلة النشاط الحركي، كما أوضحت أن سكان المملكة يعانون من داء السكري من النوع الثاني بنسبة 25-30%، كما أنهم يعانون من السمنة بنسبة 30-35%

، مشيرة إلى أن هذه النسب قد ترتفع خلال السنوات القادمة وذلك وفقاً لدراسات منظمة الصحة العالمية.

لم أتفاجأ كثيراً من تلك النتائج فالأدلة والشواهد كثيرة فقد أصبح البعض لايرغب في أن يتحرك فهو في المنزل يصله كل شيء وهو في مكانه، وأصبحت كثير من الأشياء تعمل بالريموت كنترول سواء الهاتف أو التلفاز أو الإضاءة أو الستائر أو التكييف أو غيرها من الأجهزة، وحتى لو ذهب خارج المنزل فلا يتحرك إلا المسافة بين المنزل والسيارة وبعد ذلك إما أن يقوم السائق بإيصاله إلى المكان المطلوب ويضعه عند الباب أو أن يقوم هو بإيقاف السيارة مقابل البوابة المطلوبة وحتى لو لم يكن ذلك الموقف نظامياً، والسبب هو الحرص على الوقوف في أقرب مكان وعدم الرغبة في الحركة ومما يزيد على تلك السلوكيات الخاطئة تناول الطعام غير المفيد والإكثار من السكريات والتردد على المناسبات الاجتماعية وتناول الطعام فيها بحجة عدم إمكانية الخروج بدون ذلك تجنباً لغضب أصحاب الدعوة.

البعض لا يعرف أن الخمول البدني وعدم ممارسة الرياضة يتسببان في وفاة 5 ملايين شخص سنوياً أي بنفس مستوى ما يقتله التدخين سنوياً، وعلاج هذا الداء لايخرج عن ممارسة رياضات عامة وليست متخصصة كالمشي السريع أو الهرولة لمدة 30 دقيقة في اليوم ولمدة 5 أيام في الأسبوع ما قد يساهم في الوقاية من أمراض العصر كالسمنة وأمراض القلب والسكري وضغط الدم وهشاشة العظام، بل إن البعض يؤكد بأن المشي أو الركض يساهم في تحسين الحالة النفسية وعلاج الكآبة.

وعلى الرغم من أننا في المرتبة الثالثة في مستوى الخمول عالمياً إلا أن هناك ما يدعو للتفاؤل اليوم وهو انتشار أندية اللياقة الرياضية والتي أصبحت تستهوي الكثير من الشباب والشابات إضافة إلى الأنشطة المختلفة والمسابقات والتي أطلقتها الهيئة العامة للرياضة والتي استقطبت العديد من الشباب والشابات مما يبشر بأن الجيل القادم سيكون جيلاً حريصاً على الحركة واللياقة والنشاط ولهذا الأمر أبعاده المتعددة على المجتمع سواء كانت في النواحي الصحية أو الاقتصادية أو حتى الأمنية لأن في الحركة بركة دائماً.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store