Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي أبو القرون الزهراني

الفرقديون... والفرقديات..!

A A
.. فتح الصغير (فاه) وهو يسمع جده يزجره: «ماذا دها بك»..؟

لم تحيره (ماذا) بقدر ما استثارت عقله الغض (دها بك).!

لكن ابن (قوقل) سرعان ما استدركت محركات بحثه فصاحة المفردة بعد أن أحالها إلى مطلع معلقة علقمة التميمي: (طحا بك قلب في الحسان طروب)..!

(1)

.. لكن ذلك العجوز لم تفلح معه محاولات (الكهرباء) إقناعه بأن زمن الفواتيرالورقية ولّى، فهو يريد ورقة تملأ الكف، ولا يهمه فلسفة (التغيير) ما بين (التحول الرقمي) والعصيدة والمرق..!!

(2)

.. القضية (هنا) لا تمثل الانسحال اللا متناهي ما بين (فكر التجديد) و(تجديد الفكر) وبينهما أمور ليست بالمتشابهات في فوارق العقول والمرحلة..!!

(3)

.. ومادام الحديث عن فرقد وعن الطائف فإن لي مع «الطائفيين» ثأراً قديماً من أيام الحبيب (الثوعي) يرحمه الله والعزيز (قينان) عندما كانا يمنحوننا الورد ويستبقون لأنفسهم الشوك، يكتبون به أوجاع الناس لنكتشف فيما بعد أن شوكهم قد أزهر وأن وردنا قد ذبل بأيدينا..!!

(4)

.. وأحسب أن هذه لازالت عقيدة أهل الطائف إلى اليوم، يمنحونك العبق، ويقبضون في أيديهم على الأغصان والعروق لكي يبقوا (نساك الورد)..!!

(5)

.. أما (فرقد) وهي حكاية طائفية مشعة فهي تمثل مجموعة من الأعزاء والعزيزات تنادوا تحت هذا المسمى وفي ظلال النادي الأدبي ليشكلوا فكرًا مختلفًا ورؤية مختلفة ومسارًا مختلفًا أيضًا، لم يكونوا وج ولا المثناة ولا القيم، كانوا (فرقد) وكأنهم يقولون لنا: بعد قرص الشمس التفتوا شمالاً وستجدوننا هناك..!!

(6)

.. (الفرقديون) سبروا المرحلة وأدركوا أسرار التحول، فلم يعد العصر يستوعب تكايا الدراويش ولا مقاهي السرديين، ولهذا سابقوا برؤاهم حُجب التحنيط المعرفي إلى المحركات التي تدفع بالثقافة نحو الفضاءات المفتوحة لتكون بواحًا لكل جديد ومتجدد...!!

(7)

.. هؤلاء العصبة تلاقوا وتكاملوا وتسامقوا ليأتي الحصاد (الفرقد المجلة) وهي مدار نوعي لأعمال إبداعية في شتى مجالات الثقافة والأدب والفنون.. إنها الوليد الأنموذج لكل من يحاول أن يفهم هوية العصر فيشكل من خلالها ما يشبه حكاية الورد الطائفي.

(8)

.. وعود على بدء.. فإن (ابن قوقل) يمثل انعتاق الطهر من بياض أوراق السيد العجوز، ليصبح تحولاً وطنياً بامتياز.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store