• بقدر ما أسعدتني اللفتة الكريمة وغير المستغربة من معالي المستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة؛ تجاه نادي الوحدة، حيث تكفَّل معاليه بجميع صفقات اللاعبين الأجانب في الموسم القادم، وهي لفتة رائعة ومستحقة جدًا تجاه رياضة مكة المكرمة، التي طالبنا مرارًا بدعمها، أقول بالرغم من سعادتي الكبيرة بهذه المبادرة إلا أنني بالمقابل شعرتُ بالحزن الشديد لأوضاع أندية المدينة المنورة، التي لا تقل سوءًا عن أوضاع وأحوال النادي المكي، فنادي (أحد) العريق الذي تأسَّس في العام 1936م كثالث أندية الوطن تأسيسًا، يُصارع للأسف من أجل البقاء في دوري الكبار، أما الأنصار النادي الثاني في المدينة الذي اشتق اسمه من الذين تبوّأوا الدار والإيمان -عليهم رضوان الله ورحماته-، فيقبع ضمن أندية الدرجة الثانية!
• ولأن كل الأندية السعودية قد حظيت هذا العام بدعم لا محدود من هيئة الرياضة، ومن رئيس الهيئة شخصيًا، مما أسهم في تطوُّر ملحوظ في مستوى الكثير من الأندية مثل: (الفيصلي، حيثُ يلعب على نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين لأول مرة في تاريخه)، فإن أندية المدينة المنورة تنتظر دعمًا وعناية خاصة منكم أبا ناصر، كونها من الأندية الأولى بالرعاية، ليس لأنها من أعرق وأقدم أندية المملكة فحسب، ولا لأنها دعمت ومازالت تدعم المنتخبات السعودية بالعديد من اللاعبين الكبار أمثال أحمد الفريدي وحمزة إدريس وسمير عبدالشكور ومالك معاذ وغيرهم، ولا لأنها قدَّمت للوطن العديد من البطولات الخليجية والعربية في كرة السلة، بل لأن منطقة المدينة -كما هو حال مكة- بحاجة إلى وجود أندية قوية ومنافسة، تقارع الأندية الكبيرة والجماهيرية في جدة والرياض والشرقية على البطولات، وتدفع بالحراك الرياضي وعموم المشهد الشبابي في المنطقة باتجاه تحقيق رؤية المملكة 2030.
• في عصر الاحتراف، تغيَّرت كثير من المفاهيم، خصوصًا ما يتعلق بالأمور المالية، وتضررت بالتالي الأندية الأقل موارد، مما أجبر الكثير منها إلى بيع عقود نجومها للأندية الأقوى ماليًا من أجل الوفاء بالتزاماتها الأساسية.. أو الاندماج مع بعضها البعض من أجل توحيد مصادر الدخل، مثل أندية دبي الثلاثة، التي تحوَّلت إلى نادٍ واحد.. ولعل دمج أندية المدينة يكون أحد الحلول من أجل توجيه مصادر الدخل باتجاه واحد، وتكوين فريق قوي قادر على المنافسة.. كما أنها بحاجة لإيجاد موارد ثابتة ودائمة، على طريقة لا تعطني سمكة، بل علمني كيف اصطادها، بحيثُ تستطيع من خلال هذه الموارد أن تدير شؤونها المالية بطريقةٍ تخدم طموحاتها وآمالها.
• دعم الرياضة في أي منطقة لا يقف عند حدود الرياضة فقط، بل هو دعم للمنطقة ولمجتمعها ولاقتصادها ولسياحتها ولشبابها ولوظائفها.. بل وحتى لأمنها واستقرارها.