Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

إذا سلمت فكل الشعب قد سلموا

في حياة الأمم والشعوب قادة وملوك لا يمكن إلا أن يقف العالم احتراماً وتقديراً لهم لما يؤسسونه من قيم ومبادئ سامية يجب البناء عليها من أجل حياة أفضل لشعوبهم وللبشرية جمعاء.

A A

في حياة الأمم والشعوب قادة وملوك لا يمكن إلا أن يقف العالم احتراماً وتقديراً لهم لما يؤسسونه من قيم ومبادئ سامية يجب البناء عليها من أجل حياة أفضل لشعوبهم وللبشرية جمعاء. ولا شك أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفقاً لاستطلاعات الرأى التي تجريها المؤسسات الدولية المحايدة يأتي في صدارة القادة الأكثر تأثيراً في العالم لما يمتلكه من رؤية شفافة وحلول عملية للكثير من أوجه الصراع التي تسود العالم حالياً. وبعفويته المعهودة قدم خادم الحرمين درساً في الشفافية للجميع بالإعلان عن تفاصيل مرضه لأبناء شعبه الذين يعتبرهم بالنسبة له مثل «العين من الإنسان» ليكتب بذلك عنواناً جديداً لكيفية مضي العلاقة قدماً بين أي قائد وشعبه على أسس من الحميمية والحب والوضوح، وهى قواعد مازالت غائبة في عرف الغالبية الذين يعتبرون مرض الزعماء أسراراً لا يجب الاقتراب منها وكأنهم ليسوا بشراً يمرضون ويـتألمون مثل الغير. ولنا هنا أن نتوقف أمام دلالات تلك الكلمات البسيطة «أنا بخير ما دام الشعب بخير» التي اختزل فيها المليك مئات الكتب والأسطر ليعبر عن محبته لأبناء وطنه الذين وقفوا جميعاً بلسان واحد يؤكدون «بل نحن الذين بخير إذا كنت أنت بخير يا ملك الإنسانية». ولا شك أن في دلالات موقف المليك عدة دروس هامة أبرزها أهمية أن تقوم العلاقة بين القيادة والشعب على أسس من الصراحة والوضوح تضع الأمور في نصابها الصحيح وتقطع دابر الشائعات المغرضة منذ وقت مبكر، كما كان الموقف استفتاءً واضحاً على الشعبية الجارفة التي يتمتع بها الملك عبدالله بين أبناء الأمة الإسلامية، أما إنسانياً فقد كسب خادم الحرمين الشريفين ملايين الدعوات من أبنائه المواطنين وضيوف الرحمن في يوم عرفة بأن يمن الله عليه بالشفاء العاجل، ولعل إحداها تلامس القبول من رب العالمين فيعود لنا المليك بالشفاء قريباً إن شاء الله. إن ملكاً بهذه الكاريزما الإنسانية، لم يكن مستغرباً منه أن يدعو وبقوة لتعزيز القيم الإنسانية وتقريب أوجه الخلاف بين الحضارات المختلفة في وقت كان العالم يموج فيه بدعوات إرهابية متطرفة حاقدة على الإنسانية جمعاء، أما في الداخل فالشفافية ليست وليدة اليوم لدى عبدالله بن عبدالعزيز الذى أسس لهيئة النزاهة ومكافحة الفساد وتبرأ من الفاسدين ودعا إلى إعلان الحقائق للشعب في أي قضايا فساد ومحاسبة المقصرين حتى يكونوا عبرة لغيرهم. وإذا كانت الأمم الواعية هي تلك التي تقرأ وتستشرف المواقف وتقف على المغزى والدلالات فحري بنا جميعا أن نستلهم رؤية هذا الملك الصالح في الشفافية والوضوح لبناء استراتيجية عمل للوطن في المرحلة المقبلة.وفي الختام ندعو لحبيب الشعب بدوام الصحة وأن يعود إلى أبناء وطنه ولمحبيه قريباً وهو يرفل في ثوب الصحة والعافية ان شاء الله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store