Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الشيباني.. ورحيل الكبار

No Image

غاب يوم الخميس الموافق 17/11/1430هـ الرجل الذي كان مثالاً للطيب.. هل عرفتم عمن أتحدث؟؟!.. إنني أتحدث عن ذلك الصرح الشامخ الذي تهدم.. إنه الشيخ العزيز الفاضل الأستاذ محمد عبدالرحمن الشيباني الذي ظل طوال حياته منبعاً ثراً من منابع الخير..

A A
غاب يوم الخميس الموافق 17/11/1430هـ الرجل الذي كان مثالاً للطيب.. هل عرفتم عمن أتحدث؟؟!.. إنني أتحدث عن ذلك الصرح الشامخ الذي تهدم.. إنه الشيخ العزيز الفاضل الأستاذ محمد عبدالرحمن الشيباني الذي ظل طوال حياته منبعاً ثراً من منابع الخير..ذلك الرجل الذي فتح قلبه المليء بالحب للبشرية جمعاء دون تمييز وفتح مسكنه وفي أي بقعة كان للناس جميعاً الذين يلجأون إليه لينير لهم الطريق بحل مشاكلهم مهما كانت صعوبتها.توفي الأستاذ الفاضل محمد عبدالرحمن الشيباني ورحل عن هذه الفانية وذلك مصير كل حي.. (كل نفس ذائقة الموت).. ولكن الأستاذ محمد عبدالرحمن الشيباني باقٍ في قلوب محبيه من أبناء هذا الوطن الغالي والذي كانت عنايته تشملهم جميعاً دون تمييز.تهدم الصرح الشامخ ولكن آثاره وإنجازاته على مستوى هذا الوطن وبين افراده ستظل باقية وهذا هو الخلود الذي يمكن أن يحققه المرء بجليل أعماله وصدق أمير الشعراء يرحمه الله إذ يقول:دقات قلب المرء قائلة لهإن الحياة دقائق وثوانفارفع لنفسك بعد موتك ذكرهافالذكر للإنسان عمر ثانيا أيها الصرح الذي تهدم.. إن جميع الذين خلفتهم خلفك في هذه الفانية يشهدون لك بالخير.. (ألسنة الخلق شواهد الحق).يحضرني موقف جميل أتذكره وكان ذلك عام 1385هـ عندما كان الأستاذ الجليل محمد عبدالرحمن الشيباني وكيلاً لوزارة الإعلام وكانت يومها بجدة.. وكنت طالباً آنذاك وتم تشغيلي في تلك الوزارة خلال العطلة الصيفية بالتعاقد معي بأجر يومي مقداره (20 ريالاً) عشرون ريالاً في اليوم، وكنت جالساً في مكتبه يرحمه الله وإذا بأحد أكابرنا يدخل مكتب الشيخ لزيارته والسلام عليه وكان مديرا للإدارة المالية في ذلك الوقت الأستاذ محمد علي موسى يرحمه الله إن كان قد توفي ومتعه الله بالصحة والعافية ان كان لا زال على قيد الحياة.. فطلب الشيخ الأستاذ محمد عبدالرحمن الشيباني من مدير الإدارة المالية بالمذكور أن يأتيه ببقية راتبه الشهري وكان حسب ظني يريد أن يقدم هدية لذلك الشيخ وإذا بمدير الإدارة المالية يأتيه بمبلغ (19 ريالاً) تسعة عشر ريالاً.. جراء ما قدم منه لزائريه ومحبيه.والحقيقة أن الشيخ الشيباني كان لا يبخل بماله وجاهه على أي لاجئ إليه مهما كانت حاجته. ثم أن الأستاذ محمد عبدالرحمن الشيباني عرف عنه الإخلاص في القول والعمل وهو لا تأخذه في الله لومة لائم ولا يجامل في الحق.ماذا أقول عن هذا البنيان الشامخ الذي تهدم؟ مهما قلت فلن أفي الشيخ الشيباني حقه ومستحقه من الثناء.. وما ذكرته غيض من فيض من حياة ذلك الراحل العزيز. رحمك الله يا أبا خضر رحمة واسعة وأسكنك فسيح جنّاته وألهم رهطك بعدك الصبر والسلوان.. و(إنا لله وإنا إليه راجعون)
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store