على الرغم من اقتراب «نادي الجوف الأدبي من إتمام عقدين من الزمن على إنشائه، إلا أن مثقفي ومثقفات المنطقة يشتكون من غيابه عن الساحة، فلا أثر له فيها، ولا دور في تفعيل النشاط سواء بالفعاليات المنبرية أو المسابقات التشجيعية أو المطبوعات لأدباء وأديبات المنطقة.. المشاركون والمشاركات في هذا الاستطلاع حول أدبي الجوف اتفقوا جميعًا على أنه بلا أثر ولا نشاط، وفوق ذلك لا يخلو من مظاهر العنصرية والتعصب..
الشراري: الصالونات الخاصة سحبت منه البساط
ويصم المهندس جميعان بن فلاح الشراري، عضو مجلس الإدارة والمسؤول الإداري السابق بأدبي الجوف النادي بالجمود وعدم تفعيل الحراك الثقافي المأمول، قائلًا: بسبب غياب النادي عن تفعيل الحراك الثقافي المأمول، اتجه العديد من المثقفين والمبدعين نحو إنشاء صالونات أدبية وثقافية خاصة، فسحبت البساط من تحت النادي. ويتساءل العديد من المثقفين بالمنطقة عن سر ذلك الغياب بما فيه غياب البرامج والأنشطة والحركة الثقافية في مدن ومحافظات المنطقة.. وهنا يبرز سؤال للقائمين على أمر النادي: هل حقق أدبي الجوف دوره الثقافي المناط به في حركة التنوير والارتقاء بالأدب والثقافة بين أفراد المجتمع من خلال إقامة المحاضرات وعقد الندوات وطبع الكتب؟!
الدبوس: نادٍ افتراضي لا وجود له في الواقع
بداية يرى الكاتب والمؤرخ خالد بن هزيل الدبوس الشراري أن أدبي الجوف «حاد عن جادة الصواب وعن الأهداف التي رسمها لنفسه»، محصيًا (5) مثالب في أدائه تتمثل فيما يأتي:
1- العنصرية والتعصب:
ظهرت في النادي المجاملات والمحاباة المبنية على العصبية القبلية والعنصرية والطائفية التي تضر بالنادي ودوره الثقافي والأدبي.
2- طبع الإنتاج الأدبي في أندية أخرى:
أغلب الأدباء من شعراء وروائيين يطبعون أعمالهم الأدبية في أندية غير نادي الجوف ولا يعرف ما السبب!
3- تعطيل اللجان الثقافية:
يؤخذ عليه عدم تفعيل اللجان الثقافية بمحافظات المنطقة رغم أن النادي ذكر في أهدافه: نشر الوعي بين جمهوره، وعقد الندوات والمحاضرات ودورات، ومحاولة إعداد برامج تربوية وأخلاقية واجتماعية وتاريخية، لكن للأسف كل هذا معطل بسبب عدم تفعيل اللجان الثقافية.
4- عدم استقطاب الأدباء والباحثين في المنطقة:
يعاني الأدباء والباحثون في منطقة الجوف التهميش والإهمال من جانب النادي؛ فليس هناك أي إعداد لإجراء البحوث والتأليف في الأدب والثقافة، ولا طبع أو نشر للإنتاج الجيد الجديد!
5- النشاط شبه معدوم طوال السنة:
أقول دون مبالغة أن النادي الأدبي بالجوف هو عبارة عن نادٍ افتراضي؛ فلا وجود ملموس له في عالم الواقع.
منيفة: لا مكان للسيدات إلا في «الحرملك»
وتعيب الكاتبة منيفة الفندي على النادي «بياته الثقافي»، في سياق تساؤلها: هل يقدم النادي معطيات ونتائج تليق بمسمى نادي لمنطقة عريقة كما الجوف وضواحيها ومحافظاتها؟ مضيفة: مواجهة الواقع الذي يعيشه المفكرون والأدباء والباحثون في منطقة الجوف في ناديهم الأدبي يجعلهم يجمعون شمل جهودهم الذاتية ويمشون بطريقهم بعيدًا عن البيروقراطية، التي رسمها هذا النادي في خططه الزمنية. حين تقدمت مع زميلتي نورا العلي لطباعة مجموعتنا القصصية، كان رد النادي بأن يتم العمل في حذف وقص ومواعيد عرقوب لإخراج هذا المنتج. وما كان منا إلا أن كان البعد عن المطمطة هو الغنيمة بطباعة منتجنا بعيدًا عنهم وعلى نفقتنا.. ثم لم نر من النادي سوى ما يسمى منتجات المحافظات ومنتجات المنطقة فكان الأولوية للمنطقة والثانوية للمحافظات. وليس هذا فقط ما واجهنا، حين تبحث سيدات النادي عن مأوى لطيف يشمل عضوات النادي، نكتشف أن النادي لا يتعامل من خلال خاصية تمكنه من لمس احتياجات دعم لمجموعة ثقافية تميزت بحضور جيد بمحافظات المنطقة، يستطيع هذا المأوى أن يجتمع به سيدات ومثقفات المحافظات لعمل شيء لرفع مستوى الوعي الثقافي بالمنطقة ومقدراتها الحضارية، ولا نكون إلا في سراديب الحرملك، التابع للنادي.
تورا: لا دور ولا أثر له
وتقلل الكاتبة والروائية نورا العلي الشهيرة باسم (فاطمة البلوي) من الدور الذي يلعبه «أدبي الجوف» مقارنة بما تقدمه الأندية الأدبية الأخرى وفق رسالتها، قائلة: الأندية الأدبية كما نعرف أسست من أجل أهداف كثيرة وجليلة من أهمها الاهتمام بالأدب والثقافة والفكر واهتمامها بالأدباء واحتضان المواهب والأخذ بيدها ونشر الإصدارات وتوزيعها؛ لكن مع مرور الوقت تبخّر كثيرا مما نؤمل.. وبالنسبة لنادي الجوف الأدبي ودوره في مثقفين ومثقفات القريات، لم أجد له دورًا أو تأثيرًا، ولم أسمع أنه خدم أحدًا من مثقفي أو بالأحرى مثقفات القريات، وعلى حد علمي ليس له حضور أو أي نشاط في محافظة القريات.
أدبي الجوف.. عنصرية وتعصب وأهواء شخصية وسيدات في «الحرملك»
تاريخ النشر: 25 أبريل 2018 03:30 KSA
A A