دراسة استطلاعية أطلقها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ممثلاً في إدارة الدراسات والبحوث في المركز على عينة من أفراد المجتمع السعودي تحت عنوان (التعايش في المجتمع السعودي) حول واقع التعايش الاجتماعي في السعودية واستعداد السعوديين للتعايش في ظل التنوع المذهبي إضافة إلى قدرتهم على الانسجام في التعاملات الاقتصادية والاجتماعية وكانت النتائج ايجابية حيث شكل 95% من السعوديين احترامهم للتنوع المذهبي.
عشت في بيئة المدينة النبوية وجاورنا الشيعة وتعاملنا معهم في مدارسنا وكانوا ومازالوا جيرانًا لنا يسود بيننا الاحترام المتبادل ومراعاة حق الجوار كما عملت في القطيف وبالتحديد في محافظة صفوى وكانت معلمات وطالبات المدرسة كلهن من الشيعة أحمل في ذاكرتي كثيرًا من القصص والذكريات الجميلة التي عشتها معهن في مسيرة حياتي العملية ربطت بيننا علاقات إنسانية في منتهى الرقي والاحترام وأنموذجًا في التعايش في بيئات تختلف فيها نسب من يعتنق المذهب السني أو الشيعي أو من الطائفة الاسماعيلية.. قرأت كثيراً عن المذاهب المختلفة وتغيرت الصورة الذهنية التي كانت سائدة يومًا ما في إقصاء المخالف عن مذهبك أو منطقتك أو قبيلتك.
عبر اللقاءات الفكرية على طاولة الحوار الوطني التقيت بكل أطياف المجتمع السعودي ومن مختلف المناطق والمحافظات وبكل الانتماءات الفكرية والثقافية والمذهبية فكان لقاء الخطاب الثقافي في جدة عن الهوية الوطنية ونبذ الطائفية والمذهبية والقبلية محكًا حقيقيًا لتشخيص واقعنا المجتمعي ودعوة صادقة وحاسمة لتقبل الآخر مهما كانت درجة الاختلافات بيننا.
وهناك حقيبة تدريبية متخصصة من مركز الحوار الوطني بعنوان (الحوار المجتمعي) تدعو للسلم المجتمعي والتعايش وتستعرض تاريخنا الإسلامي والوثيقة النبوية التي تعلمنا أسمى وأرقى معايير التعايش بين البشر وإن اختلفت معتقداتهم ومشاربهم الفكرية والاجتماعية فكان التعايش في أجمل صوره في العهد النبوي وتستعرض تجارب عالمية في التعايش والسلم المجتمعي بلغة حوارية راقية تخاطب العقل والروح معًا.
كم هو جميل ورائع أن نقرأ ونتابع نتائج الدراسات واستطلاعات الرأي وبالأرقام كيف وصل مجتمعنا للرقي الفكري وفي ارتفاع معدلات تقبل الآخرين والوعي الفكري مطلب حضاري ومطلب وطني من أجل تعزيز معاني التلاحم والوحدة في مواجهة الأعداء الذين يحاولون بكافة الطرق زرع الفتن داخل المجتمعات..
ولكن من يتسلح بالوعي والعلم ويؤمن بمبدأ الحريات والاحترام ويؤكد في المؤسسات التعليمية خاصة على تعزيز القيم الإنسانية المشتركة سيكون حينها مجتمعنا محصنًا فكريًا وثقافيًا بسلاح متين يصعب اختراقه.
نعول كثيرًا على -مركز الوعي الفكري- الذي تم تدشينه في وزارة التعليم وننتظر مخرجات تعليمية واعية بمصيرها ومستقبلها المشرق في ظل قيادة تؤمن بأبنائها وبناتها وحرصهم على الوحدة الوطنية ومركز الحوار الوطني سيبقى منارة إشعاع فكري معرفي ونبراسًا يحتذى به في نشر ثقافة الحوار والتعايش والتلاحم والوحدة الوطنية.
السعوديون يحترمون التنوع المذهبي
تاريخ النشر: 04 مايو 2018 01:27 KSA
كم هو جميل ورائع أن نقرأ ونتابع نتائج الدراسات واستطلاعات الرأي وبالأرقام كيف وصل مجتمعنا للرقي الفكري وفي ارتفاع معدلات تقبل الآخرين والوعي الفكري مطلب حضاري ومطلب وطني من أجل تعزيز معاني التلاحم والوحدة في مواجهة الأعداء الذين يحاولون بكافة الطرق لزرع الفتن داخل المجتمعات..
A A