الذين ناموا دون أن يتمنى لهم أحد أحلاماً سعيدة، والذين لا يوقظهم سوى المنبه، الذين لا يعرف أحد ثقل همومهم سوى وسادتهم، تصبحون على حال أفضل.
الذين بكوا حتى جفت أدمعهم، والذين شهقوا في عتمة الليل دون وجود من يواسيهم، الذين ليس لديهم محفظة أسرار سوى قلوبهم؛ شكوى وسجدة لربكم في وتركم، كفيلة بتغير حياتكم للأجمل.
الذين حطمتهم أبشع الكلمات، وجرحت قلوبهم دون وجود بلسم لها، لا عليكم كما تدينوا تدانوا وعند الله لا تضيع الحقوق فليكن القرآن مخرجاً لكم من كل هم وغم.
الذين واجهوا ضغوطات الحياة دون وجود من يساندهم، والذين ليس لديهم إخوة أو أخوات أو أباء أو أمهات؛ عاشوا وتعايشوا مع الوحدة، استمروا في المواجهة وتوكلوا على رب البرية؛ بالخير متيقنين، ما لكم غير الله كونوا له كما يريد يكن لكم فوق ما تريدون.
الذين سلبت منهم النعم، والذين لم تكتمل فرحتهم منذ خروجهم لهذه الدنيا لساق قد بترت ويد قطعت وعين لم تعد ترى جمالاً وأذن لم تعد تسمع فلاناً، احمدوا الله على ما بقي وما هي إلا دار عمل وامتحان ليس لكم بل لكل إنسان؛ مريض أم معافى كان.
الذين أحبوا وتعدوا مراحل الحب، والذين جرحوا رغم وفائهم واغتربت أرواحهم في أوطان من يحبون، الذين هجروا دون سبب وتعايشوا مع الأوهام، رحماك ربي رحماك بهم؛ ثقوا بأن ما صرف عنكم هو شر لكم والخير في القادم، وما ذهب جميل إلا ليأتي الأجمل.
أيها الباحثون عن الراحة في دنيا لا راحة فيها؛ انتهت ﻗِﺼَّﺔُ ﻓِﺮعوﻥَ بالماء، وانتهت ﻗِﺼَّﺔُ ﺍﻟﻨَّﻤﺮُﻭﺩ ببعوضة، وانتهت ﻗِﺼَّﺔُ ﻗَارونَ بخسف، وانتهت ﻗِﺼَّﺔُ ﺃﺑْﺮهة بحجارة، وانتهتْ ﻗِﺼَّﺔُ ﺍﻷﺣْﺰاب برياح، وانتهت ﻗِﺼَّﺔُ ﺃﺗﺎﺗﻮﺭﻙ ﺑِﺎﻟﻨَّﻤل ﺍﻷﺣْمر، وانتهت ﻗِﺼَّﺔُ ﻫِﺘﻠﺮ ﺑِﺎلاﻧْتحار؛ تمعنوا، ﻳُﻨﻬِﻲ ﺍلله سبحانه ﻗِﺼَﺺَ الظَّالمين بأبسط ﺍﻷﺷْﻴَﺎﺀ؛ ﻷﻥَّ ﺍﻟﻈَّﺎﻟِﻢ ﻣَﻬﻤَﺎ تَجَبَّر ﺳَﻴﻨْﻬَﺎﺭُ ﻓِﻲ ﻳَﻮم ﻣَﺎ وعَاقبة كل الجَبابرة النِهَايَةُ المُخْزِيَة فالله نسأل حسن المعيش وحسن الخاتمة والثبات.