قبل أيام قليلة انصدم أكثر من نصف مليون معلم بسبب هجمة ربما هي الأعنف تعرضوا لها من وزيرهم الذي ينتظرون منه وقفة ومؤازرة وتأييدًا وتبجيلاً..
حركت الهجمة برامج ومتحدثين وكتاباً ومغردين ونشأت (الهاشتاقات) وشارك الكثير منهم برأيه وضجت بها المدارس والمجالس والإدارات وصارت حديث الناس..
الكثير من المعلمين والمنتسبين للتعليم أرادوا أن يصدوا هجمة وزيرهم فأوضح بعضهم هفوات في الصيانة وبينوا بعض معالم البيئة المدرسية الخاصة بهم كمن يدرّسون الطلاب في مطابخ المباني المستأجرة وبينوا النقص في احتياجات المدارس واجتمعت حصيلة ليست بالقليلة عن أن المشكلة في الوزارة.. ثم هدأت العاصفة كغيرها من العواصف.. عادت بعد ذلك هجمة شرسة من الوزير بأن إجازة المعلمين طويلة ويجب وضع برامج في وقت الصيف للمعلمين والمعلمات. ولا يزال الضمير يتساءل: هل يستحق المعلمون.. أم لا؟ هل من يعاني تذبذب تصرفات المراهقين ويجمعهم في غرفة واحدة ويعاني أنواع المعاناة.. ويعدل سلوكيات خاطئة ويبني عقولاً.. هل يستحق ذلك..؟
وأخيراً صمت الجميع.. ثم عادوا ليتحدثوا من جديد.. لماذا تمت الهجمة بهذه الطريقة؟ هل هي لتحريك الساحة الإعلامية؟ أم أن الوزير بحنكته ودهائه ينشط تواصل المعلمين وترابطهم وتواجدهم في الإعلام بصوت واحد وهدف واحد؟.
لقد نجح الوزير في تكوين رابطة للمعلمين شارك فيها منسوبو التعليم كافة مدافعين عن أنفسهم وعن مهنتهم بصوت واحد وقوة واحدة وفي ذات الوقت.. ولو طلب الوزير من المعلمين الدخول إلى تويتر وتسجيل حضورهم وتنشيط تواجدهم والمشاركة بصوت مهنتهم لما شارك في ذلك إلا القليل.. لكن الوزير بهذه الطريقة رفع صوت المعلمين عالياً حتى سمعه الجميع في شتى البقاع ومختلف الأماكن وبجميع الأصوات.. فأثبت للجميع حب المعلمين والمعلمات لمهنتهم ودفاعهم عن عملهم وحضورهم ومشاركتهم في كل ما يخص التعليم..
الوزير أحب وزارته.. وأَحب معلميه.. وساهم في صنع أرض خصبة وأجواء هادئة يتم فيها تعليم أجيال المستقبل.. والمعلمون والمعلمات عشقوا مهنتهم وسيبقى تعليمنا يرفرف بشعاراته المجيدة..
معالي الوزير.. ننتظر الصيانة التي يتحدث عنها الكثير في تصريحاتك.. ننتظر الحديث عن المباني المستأجرة ومتى ستنتهي ليتعلم الطلاب في فصول.. ننتظر تطوير المناهج الدراسية.. ننتظر الكثير والكثير عن خطط مستقبل الوزارة.