.. ربطت حزام الأمان وتمتمت بصوت مرتفع: (جميل احترام النظام)..
التفت إليّ صديقي قائلاً: أنت لم تحترم النظام.. أنت التزمت به.. ثم أردف: احترام الأنظمة يجعلنا نتعامل معها كـ(آداب)، وتحقيقها كثقافة أصيلة في حياتنا وكل تعاملاتنا..
(1)
.. ولا أعتقد أني في حاجة إلى أن أسألكم: كيف نحن والأنظمة؟ ما مدى احترامنا لها؟ أو حتى مدى التزامنا بها؟ وأين هي منا أو أين نحن منها كثقافة وأدبيات حياة..؟!!
(2)
.. أجزم أنكم أنتم تملكون إجابات الأسئلة ربما أكثر مني.. بالتأكيد هناك شئ (ما) يجب أن يقال....!!
(3)
.. عندما نقارن أنفسنا ليس مع سلوكيات شعوب العالم.. ولكن مع ذواتنا ما بين أن تكون داخل الوطن وخارجه نجد فوارق سلوكية ملفتة...!!
(4)
.. حين يسافر أحدنا إلى أمريكا أو إحدى دول أوروبا فإنك تجده إنسانًا آخر في سلوكه وانضباطه وفي التزامه بالأنظمة.. وعندما يعود تعود معه كل فوضى السلوكيات التي تركها (هنا) وكأنها معطف خلعه عند بوابات المطار ثم التبسه عندما عاد...!!
(5)
.. يخرجون من المطارات بعلب البيبسي وقوارير الماء ويشعلون سجائرهم ثم يقذفون بكل ذلك على قارعة الطريق قبل أن يصلوا إلى منازلهم..!!
(6)
.. وهنا.. وما أدراك ما هنا..؟
الانفلات يسير على قدمين، في أي مكان تذهب إليه.. اصطخاب في الشوارع، التفاف على الأنظمة، العبور من تحت الطاولات، اختراق الطوابير، المخالفات، العبث بالمكتسبات الحضارية، ناهيكم عن الأخلاقيات: (الصدق، الأمانة، الوفاء، الإخلاص، الاحترام)... وعددوا ما شئتم..؟!!
(7)
.. ترى ما الذي أدى إلى مثل هذه الفوارق؟
وقبل ذلك نسأل: لماذا هذا الاختلال السلوكي؟ ومن المسؤول عنه..؟!!
(8)
.. لاحظوا معي: ما يحدث لنا من انضباط عندما نسافر، هو التزام بالأنظمة وليس احترامًا لها.. لأن الاحترام ثقافة.. وعندما نحترم هناك سنحترم هنا...!!
(9)
.. الالتزام تحققه العقوبات هذا ما يحدث هناك وهذا ما بدأ يحدث هنا.. فعندما فرضت المخالفات على الحزام والسرعة والجوال وغيرها رأينا الناس كيف بدأوا يلتزمون بالأنظمة..!!
(10)
.. أما (الاحترام) فهو قضية ثوابت وتربية وسلوك وثقافة.. وهنا تبرز كل الأسئلة الملحة عن غياب أو تغييب البيوت والمدارس وكل أطياف المجتمع عن أدوارها ومسؤولياتها..؟
إذا وجدتم الإجابة فستجدون هويتنا وتجدون معها معاطفنا وبداخلها شيئًا من ملامح أدبنا وتأدبنا..!!