.. في جلسة صباحية ضمت كُتاباً وإعلاميين ومثقفين كان هناك إسقاط هامشي عن (التوظيف) في مجريات نقاشاتنا التي طالت بعض هموم المجتمع ومشاكله..
(1)
.. كان هناك سؤال واحد انداح أمامنا لكنه كان أكبر وأعرض من مساحات طاولة حوارنا..!!
(2)
.. «هل هناك وظائف بالفعل..؟»
كان السؤال إسقاطيًا.. أثارنا واستثارنا.. حاولنا من خلاله لملمة بعض الأسئلة الأخرى المنبثقة عنه أو الدالة على بعض إجاباته.. كحجم الوظائف التي تتحفنا بالإعلان عنها مختلف الجهات كل يوم والإقبال الهائل على وظائف قد لا تتجاوز عدد أصابع الكف الواحد.
وأسئلة أخرى، وأخرى.. وكان المحدد لكل الإجابات هو مدى التأثيرعلى (البطالة) كواحدة من أهم التحديات المجتمعية..؟!
(3)
.. -وكالعادة- اختلفنا.. بعضنا يرى أن القضية ليست في (المكان) ولكن في (الإنسان).. وهذا (البعض) يرتكزعلى تلك الجدلية العقيمة القديمة بأن شبابنا (مدلعين).. ليسوا أهلاً للسوق ولا زالوا ينتظرون وظائف الأبراج العاجية..!!
(4)
.. والبعض الآخر ينفي عن شبابنا هذه الفرية.. فشباب اليوم بفعل كل المتغيرات والظروف تغيرت رؤاه هو الآخر وأصبح يعمل في الكثير من المهن وينجح متى أتيحت له فرص النجاح..
(5)
.. في المساء ذهبت إلى حلقة الخضار وجدت صغيرًا في العاشرة من عمره يدفع أمامه عربية يحمل فيها مشتريات المتسوقين.. فهو يحاول أن يساعد أباه لأن أسرتهم كبيرة والحاجة أكبر.. وعندما سألته: إن كان أحد من أقرانه يعيب عليه هذا العمل..؟
رد ببراءة: «ما علي فيهم.. الشغل ماهوب عيب»..!!
(6)
.. ووجدت صغارًا مثله أو أكبر منه يفعلون فعله بل أن أحدهم كان يغسل الخضار في حوض كبير وعلى رأسه عامل يشتد عليه في النهر هو مالك البسطة الحقيقي بفعل (التستر) الذي ابتلينا به أنفسنا واقتصادنا..!!
(7)
.... يالهم من صغار يلهموننا حكمة العمل.. (العمل ليس عيبًا) إنها ذات المشكاة النبوية (خذ الفأس واحتطب)..
(8)
.. وعود على بدء فشبابنا صحيح يبحثون عن وظائف وعن مرتبات معقولة لكنه أصبح واعيًا للمرحلة فالسوق مفتوحة وتعج بآلاف الفرص ويعون أن الوظيفة وحدها لم تعد كل شيء..
(9)
.. وما يحتاجونه فقط هو إتاحة الفرص لهم بدعمهم في أعمالهم والمضي بقوة في السعودة ومكافحة التستر.. فهذا وحده هو طريقنا إلى علاج البطالة..!!.