قام النظام الدولي الجديد عبر هيئة الأمم المتحدة لا لتحقيق العدل والسلام في العالم، رغم الوثائق الكثيرة التي تنص عليهما، وإنما ليجري أمام ناظري الدول المؤسسة له، بل وبموافقتها أشرس المظالم في العالم، التي يذهب ضحيتها مئات الألوف من البشر، منذ قيام المؤسسة الدولية التي تطبقه، وأعني بها هيئة الأمم المتحدة، وسائر أجهزتها التي تقف عاجزة أمام تحقيق العدل في سائر الأحداث المأسوية التي تقع في هذا العالم كل يوم، مادام للظالم قوة قسرية تمنع محاكمته اسمها (فيتو الدول الكبرى الخمس)، والتي لها أداة الظلم، التي لم يعهد لها مثيل في هذا العالم إلا عندما نشأت فيه هيئة عالمية لأممه غايتها تحقيق السلام، الذي غاب عن العالم منذ وجدت في عام 1945م، وظلمت كثيرًا من شعوب العالم، حيث وقف ما سُمي الفيتو دون تحقيق العدل لها. ولعل أعظم شعب بالعالم استُخدمت هذه الوسيلة ضد تحقيق السلم والعدل له هو الشعب الفلسطيني، فقد تم احتلاله من قبل شرذمة من بشر لا يعرفون عدلاً ولا حرية ولا إنسانية، وسمح نظام هيئة الأمم لهم بأن ينشئوا دولة على أرض فلسطين العربية التي يقطنها سكان عرب ويهود قبل قدوم هذه الشرذمة الظالمة من أناس ما عرفوا قيمة إنسانية قط، سموا أنفسهم الصهيونيين، واشتكت منهم كل الشعوب الذين كانوا جزءًا من سكانها، خاصة في الغرب، ولم يجدوا للتخلص منها سوى ما تفتق عنه الذهن الغربي، من أعظم أكذوبة في التاريخ تبنتها بريطانيا لتهدي بزعمها أرضًا خالية من السكان لشعب لا أرض له، فكان أن سمحت لمجموعة شاذة منهم أن يستوطنوا فلسطين، وأن يمارسوا ضد شعبها أقذر المظالم مما لم تعرف مثله البشرية على مر التاريخ، وتوالت المظالم بقتل جماعي للفلسطينيين كل يوم بالعشرات وجرح الأحياء منهم بالآلاف بطريقة تجعل منهم عجزة في أوطانهم، ولا أحد يرأف بحال هذا الشعب، بل كل ما عرضت قضيته على أهم مؤسسات هيئة الأمم المتحدة ازداد التنكيل به، وجاءت كلمات المندوبين الغربيين تساوي بين القاتل والقتيل والظالم والمظلوم، ويزداد الأسى العربي مع عجز عن الفعل ظاهر، عجز غير مختار فيه، بل مفروض على العرب بقوى عظمى تمتلك القوة ولا تعرف العدل أبدًا.