بالأمس كنت في حي «البلد»، وكان التعب الذي شاهدته وعشته مع الناس هناك هو الجدير بالكتابة ليكون موضوع الهمزة اليوم وتكون حكاية الأمانة مع المواقف هي الحكاية التي حولت حي البلد كله إلى «مواقف» ولا بأس في ذلك لكن أن تنسى الأمانة سكان الحي وأن تضع تلك الآلات المعقدة والمبرمجة بطريقة تجعل التعامل معها يقتل الصبر والأمل ويحول بعض الانتهازيين إلى تجار يبيعون لك الموقف بمكاسب إضافية، هذا إن كنت محظوظاً ووجدتهم لأنني لم أر قط المسئول عن الموقف والذي عليه أن يتواجد على مدار الساعة بهدف مساعدة المستخدمين وحل مشاكلهم إلا أن يكون الهم الأول هو تغريم المخالفين والذين أجزم أنهم «خالفوا ليس لكسر النظام بل لأنهم (لم) يجدوا حلاً وعجزوا عن التعامل مع الآلة الغبية بامتياز.
حكاية المواقف هي حكاية حضارية!! لكن أن تصنع الحضارة المعاناة للمستخدمين والمواطنين الذين وجدوا أنفسهم في ورطة مع هذه المواقف التي لم تفكر (لا) في ساكني الحي و(لا) في غيرهم بل وساوت الجميع (ما) علينا والمصيبة أكبر!! وهي في أن التعامل مع هذه الآلة هو الصعب بعينه فهل هناك تعب أكبر من أن تجد نفسك تدور حول الحي عشرين مرة ومن ثم تغادره بخفي حنين؟!.
(خاتمة الهمزة) .. التعامل مع برنامج «موقف أون لاين» (هو) صعب والآلة أصعب وبالرغم من أنني مع الفكرة الحضارية «إلا» أن معايشتها كانت التجربة الأسوأ في حياتي!، وهي خاتمتي ودمتم.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
