في داخل كل منا أمانٍ وأحلام يستهلك العمر -ركضًًا- من أجل تحقيقها. ومع السعي والركض والفشل والنجاح يظل جميعنا ينتظر ليلة القدر «الليلة الموعودة» ويتمنى لو يصادف ساعاتها. لا فرق في الانتظار بين غني ينام على فراش الرفاهية أو غيره ممن اتخذ من الرصيف الخشن وسادة. «المدينة» تفتش عن الأمنية وتسأل عن الحلم الحبيس الذي يصحو في رمضان ويستيقظ في أواخر أيامه، الحلم الذي ينتقل من القلب للسماء ويحلم صاحبه لو يصادف لحظة الإجابة.
لم تكن أمنية العم مسعف الجحدلي - 68 عامًا - كغيرها من الأماني التي يُحلق بها صاحبها في سحائب المستحيل بل أمنية «فقيرة» لا تتعدى منزلًا بمكة يحتويه وأسرته المكونة من امرأتين و3 أبناء.. منزل بديل عن منزله الشعبي المتهالك في منطقة يلملم والذي لا يقي أسرته برد الشتاء ولايحول بينهم وبين حرارة الصيف.. منزل يحول -وفقًا لحديثه- بينهم وبين مياه الأمطار التي تتساقط على رؤوسهم، والحشرات الزاحفة كالثعابين، والعقارب والكلاب الضالة، التي تداهمهم وتجعله يقظًا طوال الليل خوفًا على حياة الصغار.
وأكمل الجحدلي أحلامه قائلًا: كم أتمنى لو أختم حياتي في هذه الأرض المقدسة.. لا أنكر محاولاتي الدؤوبة لتحقيق هذا الحلم الذي تعطل بأمر الديون المتراكمة وغلاء الأراضي تارة ونفوق كل ماشيتي بسبب فيروس غريب داهمها فجأة.
العم مسعف الجحدلي وصف حلم المنزل بالحلم الذي لا يموت؛ لذا مدّ بسطته لبيع المساويك بجوار ساحة الحرم المكي، آملًا أن تعينه المساويك على تحقيق المنزل الجديد بمكة وعلى الرغم من الإحباط الذي يصيبه أحيانًا إلا أن إطلالة على مأذنة الحرم تجدد داخله الأمنية.
وأضاف: أمنية المنزل أرسلها لله في كل صلاة ومع كل آذان.. وكلي ثقة أنها ستتحقق قريبًا.
«الجحدلي»: منزل يحتويني وصغاري بديلا عن عشّة العراء
تاريخ النشر: 21 مايو 2018 03:32 KSA
ماذا تتمنى في ليلة القدر.
A A