في تقلبات هذه الحياة المتسارعة، وفي خضم معمعة مشاغلنا الروتينية والغوص في أعماق أجهزتنا الإلكترونية حتى وصلنا لقاع يطغى عليه الغث ولا تجد السمين الا ما ندر، كل تلك العوامل ساهمت بامتياز مع مرتبة الشرف على هلاك الأبدان وتشتت الأذهان. كنت مثلكم ممن ركب الأمواج المتلاطمة ولحسن الطالع بقصد أو دون قصد قذفتني تلك الأمواج على المرسى، وكأنها تريدني أن أرسو! وبعد أن رسوت في صومعة بعيداً عن الضوضاء، حتى استطعت قراءة ما بين سطور الحياة بهدوء، لم أكن أحتاج للنظر وقتها بقدر ما كنت بحاجة لبعده، وقد قيل في العزلة هي بداية الحكمة أو الجنون.. لا يهم الأهم من تكون بين رسائل فارغة أو مليئة بالمضمون.
أيقنت بأن بعض الخيارات في حياتنا يفرضها عليك مكان أو زمان معين تعوّدك عليها ليس بالضرورة على انها خيار جيد وصحيح، كما أنه الأقرب لنفسك لأنه يسكنك فأنت لا تراه بل تشعر به في وقت شدتك نبضاً يخبرك بأنك بخير لذلك اجعله أولاً وأخراً. تستطيع أن تلامس القمر وفي أرضك سجادة، وتسبق الشمس وفي قلبك عبادة، ولن يعيقك من تحقيق الأحلام أحد إلا لصوصه فقد يخطفونه من حديثك فكل الحذر من هؤلاء اللصوص. واحرص على أن تشرق بالأمل في كل من تقابل فلا تعلم اياً منهم يسكنه الغروب، وحلق في سماء المعرفة لا بجناحين بل بدفتي كتاب.
وأخيراً.. عزيزي القارئ حاول أن تستقطع من وقتك لنفسك فهي الأحق بالاهتمام والتقدير، وأنصت جيداً للهدوء الذي سوف يخبرك بالتفاصيل التي كانت تمر من أمامك مرور الكرام.