Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«صينية الجيران».. تقليد شعبي يحييه الأحسائيون في رمضان

A A
تبادل الأطباق أو «صينية الجيران» كما تُعرف عند أهل الأحساء والشرقية، هو موروث شعبي قديم اعتاده أبناء «الفريج» أو الحي خـلال شـهر رمضان المبارك، ليشعرهم بأنهم أسرة واحدة.

و«صينية الجيران» هي حصة من الطعام كانت تعدها الأسرة لمائدة الإفطار، وتخصص للجيران، وغالباً ما تكون من الأصناف والطبخات التي تصنع من قبل ربة المنزل، كالهريس واللقيمات والسمبوسة وبعض أنواع الحلويات والمعجنات.

وارتبط تبادل الأطباق بين الأصدقاء والجيران بشهر رمضان الفضيل، على اعتبار أنه مناسبة جيدة للتودد والتعارف، وزيادة المحبة بين أبناء الحي الواحد، كما أنه فرصة لتذوق أصـناف متنوعة من الطعام، إذ يحرص كل جار على أن يُذيق جاره من الطعام الذي يـأكل مـنه، كما كـانت لـ«صيـنية الجيران» في أمسـيات رمـضان نكـهة خـاصة وممـيزة، وفي حين يعدها البعـض واجـباً وسبـيـلاً للتقارب والتآخي، قـد يـراها آخـرون إحساناً إلى الفـقراء والمحتاجين.

ويُعد تبادل الأطعمة المتنوعة بين الجيران، خصوصاً في الأعياد والمناسبات، موروثاً شعبياً قديماً، إذ كانت تخصص ربات الأسرة أطباقاً وطبخات معينة للتوزيع وترسلها إلى الجيران، فيما تكتفي أخريات بتوزيع بعض أطعمة مائدة الإفطار، عوضاً عن إرسال طبق واحد، والجميل أن أطفال الحي الواحد ينتشرون في الفرجان قبل أذان المغرب بنحو ربع ساعة تقريباً لتوزيع الأطعمة على الجيران، إذ يتم تبادل أطباق الإفطار.

ولـ«صينية الجيران» قيمتها، كما تقول السيدة أم مهدي، حيثُ يجب أن تكون محتوياتها من صنع ربة المنزل، ولا تكون الأطعمة المقدمة مشتراة من المطاعم، أو من الأصناف الجاهزة المعلبة، ويتجنبون إرسال الأطعمة على الأطباق البلاستيكية، حيثُ يتم إرسالها في أطباق خاصة مصنوعة من الزجاج أو الخزف.

وكانت "الصينية" تعد فرصة لتبادل الأطعمة، الأمر الذي يعكس التنوع على سفرة الإفطار، حيث كانت ربة المنزل تهتم بإعداد مختلف أنواع الأطعمة الرمضانية، منذ وقت الظهيرة، وذلك لتتمكن من إيجاد الوقت الكافي لتوزيع الأطعمة قبل أذان المغرب، خصوصاً المأكولات الشعبية التي تشتهر بها المائدة الأحسائية من هريس وثريد ولقيمات وشعرية وسمبوسة وساقو ونشا، وغيرها من الحلويات والمعجنات.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store