.. لا يؤلمني أكثر من أولئك الذين يصنعون أو يتصنعون الصورة..
دائمًا نجد هناك من يجيد الظهور وبشكل مختلف..
يحاول التجمل حتى لو كان ذاك خلاف طبيعته وواقعه..!!
(1)
.. كم أشغلتنا وأتعبتنا صور الهياط والمهايطين..؟
أصحاب المزايين، ورعاة التيوس المملوحة، والغسيل بدهن العود، وشبة النار بأوراق خمسمائة.. و.. و.. و..!!
(2)
.. ووجهاء ورجال أعمال أمام الكاميرا يمثلون نماذج البررة.. أهل الخير والإحسان.. ومن خلف الستار ليسوا سوى وحوش وأصحاب الثلاث ورقات..!!
(3)
.. ويصل الأمر إلى حد التقزز حين تتحول بعض الأعمال التطوعية عند البعض إلى مجرد شياكة وابتسامة لتكون الصورة أكثر وسامة..!!
(4)
.. وتتذكرون في زمن خلا.. كيف كان المسؤولون والشباب يكنسون الشوارع، ويُسيرون المرور، ويزرعون الأزهار في الميادين.
لكن لم يكن الأمر يهتم بإحداث الأثر في سلوك وثقافة المجتمع.. ولذلكم حين انتهت أسابيعنا الوطنية وجدنا سلوكياتنا على حالها، لم يتغير شيء لأن القضية كانت مجرد صورة لا أكثر..!!
(5)
.. الذي دعاني إلى كتابة هذا الموضوع هو ما أراه يحدث في هذا الشهر الكريم..!!
(6)
.. شيء مؤلم، مؤلم حين نزايد على إنسانيتنا، أو نتسوق الصور على حساب الإنسانيات..!!
(7)
.. رأيت مسؤولاً يشارك أطفالاً أيتامًا وجبة الافطار، والأهم أن يلتقطوا لسعادته صوراً وهو يقوم بتلقيم الأيتام الطعام في أفواههم.
ما أروع حنانك يارجل، لكن السؤال هل قد فعلت مثل هذا في باقي الشهور..؟ بل هل تعرف أين تقع دار الأيتام في مدينتك..؟!!
(8)
.. والأكثر حنانًا.. مسؤول آخر أخذته إنسانيته وشفقته وعطفه إلى أن يذهب إلى عمال النظافة في عقر دارهم ويتناول معهم وجبة الإفطار.
(يا سيدي) على الإنسانية التي تسير في الشوارع على قدمين حافيتين..!!
(9)
.. ورأيت مسؤولاً يدفع عربات مسنين داخل أروقة دارهم، ويبتسم للصورة أكثر مما يتحسس مواجع من يدفعهم.
(الله يقويك يالطيب على فعل الخير)..!!
(10)
.. يا مسؤولينا.. نعرف أنكم (حبوبين وطيبين)، ولكن نرجوكم.. خذوا صوركم بعيدًا عن هذه الدور التي تئن بالإنسانيات وبالمواجع..!!
(11)
.. أما السؤال الأهم.. فكم يطرق أبواب هذه الدور طارق منكم طوال أيام العام..؟!!.