في خطوة تعكس الصراع بين الأحزاب السياسية، ما بين رافض للنفوذ الأوروبي بقيادة ألمانيا، وما بين من يروا أن المستقبل أفضل تحت جناح أوروبا الكبيرة، كلف الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا يوم أمس خبير صندوق النقد الدولي كارلو كوتاريللي لقيادة حكومة تكنوقراط تقود البلاد إلى انتخابات جديدة.
واستغل الرئيس سيرجيو ماتاريلا حقه في الفيتو ورفض تعيين المعارض للاتحاد الأوروبي باولو سافونا وزيرا للاقتصاد، ما أثار حفيظة حركة «خمس نجوم» المناهضة للمؤسسات التقليدية وحزب «الرابطة» اليميني المتشدد ودفع مرشحهما لمنصب رئاسة الوزراء جوزيبي كونتي (53 عاما) إلى التخلي عن تكليفه تشكيل الحكومة.
من هو كوتاريللي؟
ولد كارلو كوتاريللي في كريمونا، لومباردي، في عام 1954. تخرج في الاقتصاد والبنوك في جامعة سيينا وحصل على درجة الماجستير في الاقتصاد في كلية لندن للاقتصاد. من عام 1981 إلى عام 1987، عمل في قسم الأبحاث ببنك إيطاليا وفي إيني.
منذ سبتمبر 1988، كان يعمل في صندوق النقد الدولي، حيث كان جزءًا من عدة أقسام منها الإدارة الأوروبية (التي كان يشغل فيها منصب نائب الرئيس)، وإدارة النقد والرأسمال، وإدارة الاستراتيجية، وإدارة السياسة والتدقيق. . في عام 2001، كان مستشارًا كبيرًا في الإدارة الأوروبية مسؤولا عن الإشراف على أنشطة صندوق النقد الدولي في أكثر من عشر دول، وشغل أيضًا منصب رئيس وفد صندوق النقد الدولي في إيطاليا وبريطانيا.
وعمل كوتاريللي مديرا لدائرة الشؤون المالية في صندوق النقد الدولي بين 2008 و2013 وأصبح يعرف بـ»السيد مقص» بسبب خفضه الإنفاق العام في إيطاليا.
وفي نوفمبر 2013، تم تعيينه من قبل حكومة إنريكو ليتا، المفوض غير العادي لمراجعة الإنفاق.
مهمة نيل كوتاريللي موافقة البرلمان تبدو مستحيلة، حيث تحظى
حركة خمس نجوم وحزب الرابطة بالأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ، وهو ما يجعله في وضع رئيس وزراء مؤقت إلى حين إجراء انتخابات مبكرة في موعد أقصاه بداية العام المقبل، سيكون أشبه بالاستفتاء على البقاء ضمن منطقة اليورو.
وكان زعيم حركة خمس نجوم لويجي دي مايو قال أمام تجمع في روما «لقد استبدلوا حكومة تتمتع بالأغلبية بأخرى لن تنالها».
ورفض الرئيس الإيطالي ماتاريلا وهو قاض سابق في المحكمة الدستورية الرضوخ لما اعتبره «إملاءات» من قبل الحزبين تخالف مصالح البلاد. وعلى مدى أسابيع، واكب مساعي حركة «خمس نجوم» وحزب «الرابطة» لتشكيل ائتلاف يحظى بغالبية في البرلمان.
وقال ماتاريلا: إنه قام بـ»كل ما يمكن» للمساعدة في تشكيل الحكومة لكن تسمية وزير للاقتصاد يشكك علنا في الاتحاد الأوروبي يخالف تعهد الحزبين بـ»تغيير أوروبا إلى الأفضل من وجهة نظر إيطالية». وقال الرئيس «طالبت بوزير للاقتصاد من الأغلبية البرلمانية تتوافق تطلعاته مع برنامج الحكومة،لا يعتبر مؤيدا لتوجه من المرجح، لا بل من المحتم، أن يؤدي إلى خروج إيطاليا من اليورو».