بلغة باكية روى غازي... حكايته مع «الدّين» الجاثم على صدره منذ سنوات، الذي جعل الدنيا -على رحابتها- تضيق في عينيه، ومع كثرة فصول الهمّ التي رواها غازي -أب الثمانية أبناء- والمتمثلة في ضيق المعيشة وقلة الحيلة تبقى «الديون» الهم المتسيّد والمسيطر على ساعات الصحو والمنام.. يقول غازي: كنت أعمل في القطاع الخاص لمدة 23 سنة أتسلّم 3000 ريال. لم أطلب من أحد صدقة أو مساعدة ولكن أقساط السيارة «أتعبتني»، حتى سحبت الشركة السيارة بعد أن تأخرت في السداد، وقامت ببيعها وطالبتني بعد ذلك بتسديد المبلغ كاملًا، وكان 11 ألف ريال.
حاولت تجميع المبلغ من أهل الخير، ولكن لم أستطع أن أوفيَ، وبعد ذلك دخلت في دَيني الثاني بسبب سيارة استأجرتها حتى أقضي حاجاتي في توصيل الأبناء المدارس ومراجعة في قضية سيارتي السابقة، وصار يوم بعد يوم حتى قضيت 8 شهور بالسيارة المستأجرة ومع متطلبات عائلتي وإيجار السكن لم أستطع أن أترك مبلغًا حتى أسدد السيارة المستأجرة، وفي غفلة جاءني اتصال صاحب مكتب إيجار السيارات يطالبني بـ20 ألف ريال، قلت إنني لا أستطيع الآن أن أدفع لك فأرجو أن تجعلها على دفعات، وحكيت له عن حالتي ليرحمني، ولكن كان غليظ القلب، فقال ادفع أو سيزج بي في السجن.
اليوم أنا أمام قضيتين والأمور أصبحت لا تطاق والعيش ضاق في عيني، ولا أدري من يساعدني، وبكى غازي في حديثه لـ»لمدينة»: «لدي ابن معاق جسمه كله لا يتحرك؛ لذلك هو يحتاج دائمًا إلى معدات خاصة، وكرسي متحرك خاص، ولكن قيمة الكرسي فقط 20 ألف ريال ولا أدري من أين آتي به؟».