إن الأعمال الفنية أو الدرامية التي تنتجها السينما والتليفزيون تظل دوماً مثار سخط للمتابعين لها، لما قد تقع فيه من أخطاء فادحة، خاصة فيما يمس الدين والأخلاق، ثم التاريخ. وفي عصرنا الذي نعيشه اليوم، وما فيه من محاولات يائسة لتشويه الدين والأخلاق، قد يقع منتجو هذه الأعمال في أخطاء لا تغتفر، حينما يقتنعون أن الدين مثله مثل أعمال البشر، يمكن أن يوجه إليه النقد اللاذع دون أن يثير ذلك أحداً، وكم من الأعمال قد احتجبت قبل أن يراها الناس لإساءتها البالغة للأديان، لا هنا في الشرق بل وفي الغرب أيضاً. وحينما اتسع نطاق حرية النقد في الغرب دون ضوابط ما كان لها ضحية إلا الأديان والأخلاق، فالسياسة كم أوقفت عرض أعمال فنية كثيرة، فحجبت، ولم يسمع عنها الناس إلا عبر أخبار مقتضبة، هذا واقع يدركه المتابعون لهذه الأعمال والمهتمون بها. وظل في البلاد العربية والإسلامية لا يتجرأ أحد على التعرض للدين والأخلاق بنقد، لا خشية رقابة فقط، ولكن خشية ألا يقبل أحد على مشاهدتها البتة، ولكن الإعلام الغربي عمل على أن يقنع الكثيرين ممن يعملون في المجال الثقافي ومجال إنتاج الأعمال الفنية -سينمائية كانت أم تليفزيونية- أن مراقبة هذه الأعمال إنما هو قمع للإبداع، وأن حجبها لجرأتها على انتقاد الدين والخلق إنما اعتداء على الإبداع والأدب والفن، وفي ظل هذه الحملة ظهر الكثير من الأعمال -أدبية كانت أم سينمائية أم تليفزيونية وأحياناً مسرحية- تقدح في الدين وما يدعو إليه من أخلاق، ودون خشية أو خوف في أن يمس العقاب كاتبيها ومن زعموا أنهم أبدعوها، وكثير منها تقليد ظاهر لأعمال غربية ليس لها قيمة في الغرب، وأحياناً تعريب لأخرى نسيها الغربيون لهبوط مستواها للدرجة التي يمكن أن تسيء لمن يتناولونها بالكتابة، لا بالإنتاج. ولكن في شرقنا من لا يزالون لم يغادروا ما زعموا أنه زمن التنوير في الغرب، ولا ندري متى يدرك هؤلاء أن العدوان على الأديان وما تدعو إليه من أخلاق إنما هو فعل إجرامي لا علاقة له بالإبداع، وأن من يفعله لم يفرق أبداً بين الإبداع والعدوان الأخلاقي الكريه، الذي كف عنه العقلاء حتى في الغرب.
الأعمال السينمائية والتلفزيونية.. وما قد تثيره من اعتراضات
تاريخ النشر: 31 مايو 2018 01:28 KSA
ولا ندري متى يدرك هؤلاء أن العدوان على الأديان وما تدعو إليه من أخلاق إنما هو فعل إجرامي لا علاقة له بالإبداع، وأن من يفعله لم يفرق أبداً بين الإبداع والعدوان الأخلاقي الكريه، الذي كف عنه العقلاء حتى في الغرب
A A