أبدت قطاعات ثقافية عديدة ممثلة في التشكيليين والمسرحيين وقطاع المثقفات، تفاعلها الكبير مع قرار إنشاء وزارة خاصة للثقافة، معتبرين أن هذه الوزارة ستعمل على لم شتات، وترتيب البيت الثقافي والفني بشكل يواكب رؤية المملكة التطويرية.
صناعة ثقافية
فعلى مستوى التشكيليين تحدث لـ»المدينة» الفنان فيصل الخديدي، مدير فرع جمعية الثقافة الفنون بالطائف، قائلًا: أن تكون للثقافة وزارة مختصة تهتم بجميع شؤونها، وتلم شتاتها، وتشرف على مؤسساتها، وتنظم أمور المثقف والأنشطة ومسيرتها، يعد ذلك أمرًا إيجابيًّا سيظهر أثره على جميع المستويات. وكلنا أمل بأن تحقق هذه الوزارة تطلعات المثقفين، وتنظيم الساحة الثقافية وفق تخطيط وتنظيم ومنهجية تجعل من الثقافة قوة ناعمة مؤثرة على أعلى المستويات، وتتواكب مع التطلعات المستقبلية التي تحقق الرؤية، وتضمن لنا صناعة ثقافية ذات بعد اقتصادي واستثماري بهوية وطنية أصيلة ومعاصرة مواكبة متطورة.
اهتمام بالتشكيل
ويقول الفنان أحمد حسين، عضو مجلس إدارة جمعية التشكيليين: إن التشكيليين يأملون من وزارة الثقافة أن يكون الفن التشكيلي في المكان الذي يجب أن يكون فيه، ويحتل مكانه المرموق بين الفنون الأخرى؛ فالفن السعودي وصل مرحلة متقدمة، وقد أعطى الكثير؛ لذا فهو يحتاج من يعطيه قيمته الحقيقة، وأن يوثق ويقتني ويعرض لمن يجهله في القنوات الفضائية والمتاحف والمعارض والمشاركات الداخلية والخارجية.
تحريك الجمود
أما المسرحيون فقد علقوا على الوزارة الوليدة العديد من الآمال، منظورة في مداخلة الدكتور سامي الجمعان رئيس قسم الاتصال بآداب جامعة الملك فيصل، بأن وجود وزارة كاملة تُعْنَى بالشأن الثقافي ستكون قوة حقيقية وفاعلة ومحركة للكثير من العقبات التي كان يواجهها المثقف والثقافة، كما ستكون فرصة سانحة لتحريك الجمود في مشهدنا الثقافي، ولنقله نوعية تواكب حركية الدولة برؤيتها الجديدة.
دمج الهيئتين
ويقول رئيس جمعية المسرحيين السعوديين الفنان أحمد الهذيل: أرى من الأجدى في ظل هذا المولود الحدث أن يتم إعادة ترتيب البيت، بأن يتم دمج هيئتي الترفيه والثقافة تحت مظلة الوزارة المستحدثة، وأن يصبح الترفيه جزءًا من الفن والثقافة المناطة بها وتحت مظلتها، كما أتطلّع كغيري أن يوفق ربّان وزارة الثقافة الأمير الشاب، ويستفيد أصحاب الخبرات المختلفة في المجالات كافة؛ ليكونوا عونًا له في بناء هذا الصرح الكبير والمهم على أسس مدروسة وناضجة، وهذا بكل تأكيد سوف يختصر الكثير من الوقت في عملية التخطيط والتكوين.
تنوير وغربلة
كما أبدت العديد من المثقفات تفاعلًا مع هذا القرار، وفي هذا السياق تقول الكاتبة الدكتورة فاطمة عاشور: إن خطوة تخصيص وزارة خاصة للثقافة خطوة فاعلة، على ألا يقتصر عملها على مجرد إقامة الاحتفالات والصوالين؛ بل أن تكون مصدرًا حقيقيًّا للتنوير والغربلة الثقافية لتقدم للإعلام، ومن ثم المجتمع كل سمين وتغفل كل غث.. ما سيجعل المجتمع يرتقي وينهض نحو التجديد مع الحفاظ على الثوابت، وفق معايير للمحتوى ومعايير للأداء تحقق الجودة والنهضة الشاملة المتوافقة مع رؤية مستقبلية تفاؤلية جادة.
اهتمام بالمرأة
وترى الدكتورة عواطف الحارثي، أستاذ الدراسات البيئية بجامعة الملك عبدالعزيز أن إنشاء وزارة مستقلة للثقافة سيُسهم في تنظيم الحراك الثقافي، ويدعم إقامة مراكز ثقافية ومكتبات عامة في المناطق النائية، ويشجع ثقافة الطفل والشباب والمرأة، ويعمل على خلق تواصل ثقافي مع المجتمع الدولي، وإبراز الثقافة الاسلامية والتراث الإسلامي للعالم، ويزيد المشاركة في المعارض والمؤتمرات والمهرجانات الدولية الثقافية، كما سيكون هناك اهتمام خاص بثقافة المرأة السعودية.
بلورة الثقافة
وتقول الكاتبة وفاء الطيب: تؤكد دولتنا الفتية بقرارها المتمثل في إنشاء وزارة للثقافة على غرار الوزارات الأخرى على تفهم صناع القرار فيها بأهمية تشكيل وبلورة «الثقافة» تلك الشعلة التنويرية، التي سوف نحتاجها في مسيرة 2030، فالثقافة هي تعزيز الهوية الوطنية والمحافظة التراث المحلي الوطني والمحافظة عليه وهي التمثيل الثقافي للوطن في المحافل الثقافية الدولية العالمية، وهي التنمية الفكرية للشباب والمجتمع، وإقامة المهرجانات الفنية والثقافية بتفاعل أكبر.
وزارة الثقافة سترتب الساحة في ضوء «الرؤية»
تاريخ النشر: 03 يونيو 2018 03:38 KSA
تشكيليون ومسرحيون وأديبات:
A A