هي رسالة كتبها سكان محافظة الحجرة بقلم واحد.. حيث اتفق الكل على الوجع والأمل والمعاناة والحلم وتمنوا جميعاً لو تتحول مطالبهم التي تأخرت لعام ونصف العام إلى حقيقة تداعب نور الشمس.. فالسنون تمضي وإنسان محافظة الحجرة لا يزال يعيش حالة الترقب لغد صحي واعد.. تتعاقب أجيال تلو أجيال وقد تولد في نفوسهم سوء الوضع الصحي للمحافظة فأكثر من 60 ألف نسمة في محافظة الحجرة يشدون الرحال بحثاً عما يخفف آلامهم وأوجاعهم، يركبون سياراتهم بحثاً عن طبيب ماهر، يعبرون طرقاً ملتوية من أجل جرعة دواء.. فرحوا بضعة أعوام لكنه فرح مشروط بالتلاشي.
فلقد أغلق مستشفى الحجرة للصيانة وأصبح إنسان المحافظة وحده يدفع الثمن.. كانت نظرتهم منذ البداية مقتصرة على فرح مؤقت.. لم تكن الفرحة الصحية نحو المستقبل عابرة، يجتمعون من أماكن مترامية الأطراف على ما تبقى من بقايا ذلك المستشفى يتجاذبون الحديث نحو تطلعات لم تتحقق لهم، لكنهم يتناسون تلك الأحلام ويعودون إلى واقعهم البسيط.. واقع فرض عليهم أن يتعايشوا مع أمراضهم خاصة في أوقات المساء، فارق البعض منهم الحياة وهو في طريقه إلى أقرب مستشفى بحثاً عن الدواء، وأصيب آخرون بحثاً عن بلسم شافٍ.
لقد استبشر الأهالي بتحويل الحجرة إلى محافظة حتى تكون ذات ثقل في تقديم الخدمات لهم.. إلا أنهم يؤكدون أن وضعهم في مجال الصحة لم يتغير كثيراً بل ساء بعد أن أغلق المستشفى الوحيد لهم.. حينما تجلس معهم تسمع قصص المعاناة والمواقف التي يروونها والحسرة تكسو وجوههم.. غادر البعض منهم إلى مناطق أخرى بسبب ظروفهم الصحية، علاوة على معاناة تراكمت لسنوات من الوضع الصحي للمحافظة. واليوم مع تعيين مدير عام لصحة الباحة يضعون على طاولته هذا الملف الذي أصبح مثقلاً بكثير من الحسرة وبكثير من الأمل في رعاية طبية متكاملة في محافظتهم دون عناء الطريق نحو ذلك المستشفى أو ذاك.