تأسيس وزارة ثقافة أهال الآراء والانطباعات والأفكار على طاولة الوزير الجديد.. ورغم أن أكثر هذه الآراء أشبه بالمطالب المعتادة، وبعضها سرديات لفرضيات ما بعد التكوين، إلا أنها تعبر بشكل أو بآخر عما يختلج عقول وقلوب أهل الثقافة والأدب من شجون وشؤون ربما ضاقت بها الصدور والأوقات.
(1)
.. وبعيدًا عن هذا وذاك فإن كل هذا الكم من التفاعلات يفسر حالة التلقي عند المثقفين لحلم طال انتظاره.
(2)
.. وإذا كانوا يقولون إن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي أبدًا فأني أرى أن هذا الأمر قد جاء في وقته وظرفه وذلك اتساقًا مع رؤية 2030 ومع حجم (المتغير) الكبير الذي تشهده المملكة في هذه المرحلة..
(3)
.. ولن أدفن رأسي في رمل المطالب أو أغوص في درك التوقعات والتنبؤات التي تتقاذف الوزارة الناشئة من كل جانب.. ولكني سأعمد إلى بعض الأطر العامة فقط التي قد تفيد..
(4)
.. أولًا علينا ادراك أننا أمام وزارة جديدة وأمام أول وزير للثقافة، وبقدر أهمية هذا (تاريخيًا) إلا أن ما هو أهم منه هو إدراك أن هذه المرحلة هي أهم وأخطر مرحلة لأنها مرحلة تأسيس كامل، وما بعدها مهما طال سيبنى عليها ويتأثر بها.
(5)
وما أتمناه ألا يستعجل الوزير في أمره أو يأخذه الحماس للانطلاقة غير المحسوبة..!
(6)
فلكي يكون التأسيس ناجحًا وقويًا وفاعلًا فإنه لا بد من بناء إستراتيجيات وما يتبع ذلك من خطط ودراسات وورش عمل، وبناء شراكات ودور خبرة، ثم يأتي بعد ذلك تكوين الدوائر التنفيذية من إمكانات وطاقات، وكل ذلك لا يتأتى بين عشية وضحاها..
(7)
القضية (يا سادة) ليست مجرد وزارة تشرف على ندوات ومحاضرات وأمسيات، نحن أمام وزارة مطلوب منها أن تحقق ما جاءت به رؤية 2030 من مضامين ثقافية كبرى باعتبارها جزءًا من القوة الناعمة.
(8)
وهنا الأمر يتعلق بالهوية وتعزيزها والمحافظة عليها وذلك باعتبار الثقافة أحد مقومات جودة الحياة، وهي هوية وذاكرة وسجل وطن.
(9)
وهذا يحمِّل الوزارة مسؤولية النهوض بالثقافة لتشكِّل قوة حضور للمملكة عربيًا ودوليًا.
(10)
كما أن الثقافة في منظورها الجديد يجب أن تتماهى بمشروعاتها وتفاعلاتها واستثماراتها وشراكاتها وفرص عملها مع الاقتصاد العام المزدهر..
(11)
.. إذًا نحن أمام وزارة جديدة ورؤية ثقافية غير تقليدية، لكن كل عناصر الثقافة والإبداع ستظل في قلبها ولن تنفك عنها.
بين يدي وزير الثقافة
تاريخ النشر: 10 يونيو 2018 01:29 KSA
.. أولاً علينا إدراك أننا أمام وزارة جديدة وأمام أول وزير للثقافة، وبقدر أهمية هذا (تاريخيًا) إلا أن ما هو أهم منه هو إدراك أن هذه المرحلة هي أهم وأخطر مرحلة لأنها مرحلة تأسيس كامل، وما بعدها مهما طال سيبنى عليها ويتأثر بها..
A A