.. وقفتُ أمام العيد.. هل أكتبه؟ أم أستكتبه؟
فرق بين أن تصوغ من العيد حروفًا للكتابة
وبين أن يكون العيد حكاية تستكتبك بكل تفاصيلك ومراحل حياتك..!!
(1)
.. حاولت أن أكتب شيئًا للعيد وعنه
لكن الحرف عصيًا، موجوعًا في هذا الزمن الصعب.. وهذا الانكسار في دواخلنا..!!
(2)
.. والعيد لم يعد أكثر من حالة استنساخ باهتة، باردة
تتشابه أشياؤها في كل عام
وحتى صهيل الفرح.. في ساحات قلوبنا وطرقاتنا
هو مجرد افتعال خجول.. لنعرف أن اليوم عيد..!!
(3)
.. الأطفال وحدهم مَن يستشعر العيد
ربما لأنهم لم يفهموه بعد..
سوى ثوب جديد، ولعبة جديدة.. وعيدية وحلوى
وعندما يُغادرون طفولتهم.. ربما سيشقون بالعيد مثلنا
ليتنا نستطيع أن نعود إلى طفولتنا لكي نشعر بأن اليوم عيد..!!
(4)
.. عمومًا سآخذكم إلى حكايتين عيديتين.. من الزمن القديم
إنهما حكاية (عيد الأموات).. وحكاية (المشاعيل)..!!
(5)
.. يا للأحياء عندما يفقدون عيدهم
ويا للأموات عندما يكون لهم عيد..!!
(6)
.. (عيد الأموات)
كان من المظاهر المصاحبة للعيد في القرى والأرياف في بعض المناطق
وهي تعني الليلة التي تسبق يوم العيد..!!
(7)
.. في هذه الليلة تتجمَّع الأسرعند كبيرها
يتحرَّون هلال العيد.. وكأن ضجيج أرواحهم وباحاتهم
يمنح العيد عناقيد الفرح من (الأصيل) الأول..!!
(8)
.. وفي هذه الليلة.. يذبحون الذبائح ويجعلونها صدقة على أرواح أمواتهم
ولذلك أطلقوا على هذه الليلة.. ليلة عيد الأموات..!!
(9)
.. أما (المشاعيل).. فهي قبس تُشعَل على رؤوس الجبال الشاهقة
لإعلام الناس بالعيد..
كان ذلك في غياب وسائل الإعلام والتواصل..!!
(10)
.. في (عيد الأموات).. كانت أماسي بهية
تتماهى بالفرح والمسامرات والحكايا وبرائحة القهوة
وركض الصغار وألعابهم..!!
(11)
.. وفي (زمن المشاعيل).. علَّمتنا لحظات الانتظار
كيف تسكن الأحداق اللهفة؟
ثم كيف تتفجر الأشواق.. سلسبيلاً من التهليل
عند عناق وهج الشعل..؟!
(12)
.. اليوم.. مات (عيد الأموات).. ومضى (زمن المشاعيل).
وتخدَّشت كل جماليات العيد داخل مدائن الزجاج
فمن يعيدنا إلى العيد.. أو يعيد العيد إلينا..؟!