قيادة المرأة بين الاعتدال والتطرف

المجتمع السعودي خلال الفترة الماضية يعيش حالة من التغيرات السريعة في نمط الحياة ويمضي قدمًا نحو تحقيق رؤية الوطن، هذه التغيرات للمجتمع الحيوي تتطلب من كل فرد منا المحافظة على الهوية السعودية التي تميزنا من بين كل شعوب الأرض.

التغيير مطلب حضاري ويواكب متطلبات المرحلة الراهنة ولكن بمزيد من الرقي الأخلاقي والإنساني، أن تكون بلادنا محط الأنظار عربيًا وعالميًا هذا أمر طبيعي لأن المملكة تعد أنموذجًا يحتذى فيه ومصدر إلهام للكثيرين في كل المجالات.

قيادتنا الحكيمة تولي جُل اهتمامها لتحقيق طموحات المواطنين من الجنسين ذكورًا وإناثًا، وباسم غالبية النساء في وطني كنا ننتظر هذا القرار التاريخي بالسماح للمرأة بقيادة السيارة وهذا حق لها اكتسبته بعد طول انتظار، ولكن على المرأة أن تكون راشدة عاقلة على قدر المسؤولية ولا تنجرف خلف حب الشهرة ولفت الأنظار فتخالف العرف والتقاليد في تصرفات لا تليق بنا ولا بمجتمعنا، القيادة للسيارة لا تعني إطلاقًا انسلاخًا من الهوية ونقمة على الحجاب.

حرية كل منا تتوقف عندما تتجاوز حدودك لتؤذيني حتى بالنظر إلى مالا يليق لا شرعًا ولا عرفًا، لا أريد أن أرى حولي نساء منسلخات من هويتهن السعودية فقط ليشار لها بالبنان.

نحن بحاجة لسن قوانين تلزم النساء بالحشمة والوقار وعدم التجاوز في الزينة والتبرج حتى تبقى المرأة السعودية كما عرفناها مضرب الأمثال في الحشمة والحياء وتلزم الآخرين باحترامها.

الاعتدال في كل الأمور مطلب ديني ووطني فلا إفراط ولا تفريط، تتداول بعض النساء رسائل تحذيرية من خطر القيادة على المرأة وأن هناك مؤامرات تحاك في الخفاء ضدها، ليس هكذا تدار الأمور ولا يتم طرحها، نحن بحاجة لمزيد من الوعي وعند كتابة هذه الكلمات اطلعت على نتائج استطلاع رأي نفذه المركز الوطني لاستطلاعات الرأي في مركز الحوار الوطني أفادت النتائج بأن 37% من المجتمع السعودي لا يتحققون من محتوى الرسائل في مواقع التواصل الاجتماعي. ورغم هذه النسبة التي تعد مؤشرًا خطيرًا على تأثير هذه الرسائل في تشكيل الفكر وترسيخ بعض المفاهيم التي قد تخاطب العقل الباطن وتعطيه الأوامر بالقبول عبر الزمن وبتكرارها بصفة مستمرة تشكل لديه في العقل اللا واعي إيمانًا عميقًا بها وتبنيها والدفاع عنها.

هناك بيننا المعتدلون في أفكارهم ونظرتهم للحياة وآخرون عكس ذلك.. كل هؤلاء في ميزان العدالة نعمل معًا لنكون من الأكثرية المحبة للاعتدال والوسطية بلا تطرف ولا انحلال ليبقى الوطن أولا في صورة مشرقة لأبنائه وبناته نتحرك بسرعة فائقة نحو تحقيق الهدف المنشود.