حث الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عناصر جيشه على التأهب عقب ورود تقارير إعلامية أمريكية أن الرئيس دونالد ترامب أشار قبل عام إلى احتمال اجتياح فنزويلا. وقال مادورو خلال مراسم عسكرية: «لا يمكنكم التخفيف من درجة تأهبكم ولو لثانية، لأننا سندافع عن أعظم حق لبلدنا في تاريخها ألا وهو العيش بسلام». وأشار إلى تقارير تناقلتها وسائل إعلام أمريكية وأفادت بأن ترامب طرح في أغسطس الماضي أمام مستشاريه للسياسة الخارجية احتمال اجتياح فنزويلا، التي تتهم إدارة ترامب نظامها اليساري بالاستبداد والفساد. وذكرت شبكة «سي إن إن» نقلاً عن مسؤول رفيع في الإدارة أن ترامب طرح الفكرة في أغسطس 2017 خلال اجتماع تناول العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على فنزويلا الغنية بالنفط. وأضافت الشبكة أن مستشاري ترامب رفضوا الفكرة كما رفضها قادة أمريكا اللاتينية الذين طرحها ترامب عليهم كذلك. وأشار مادورو إلى أن هذه التقارير تدعم تأكيداته بأن الولايات المتحدة تخطط لشن هجوم عسكري على فنزويلا للسيطرة على مواردها النفطية الضخمة. وذكر أن سؤال ترامب لمستشاريه جاء بعدما زارت شخصيات من المعارضة الفنزويلية البيت الأبيض قائلاً: «هل هذه صدفة؟ كلا، ليست كذلك».
ويحكم مادورو (55 عاماً) فنزويلا منذ 2013. ولن تبدأ ولايته الرئاسية الثانية قبل العاشر من يناير 2019. وتشهد فنزويلا البلد النفطي الذي كان أغنى دول أميركا اللاتينية في السابق، أزمة اقتصادية تاريخية تتمثل بنسبة تضخم كبيرة (قد تصل إلى 13 ألفاً و800 بالمئة هذه السنة حسب صندوق النقد الدولي) ونقص حاد في المواد الغذائية والأدوية.
بدأ مادورو مسيرته السياسية عندما كان يعمل سائق باص حين بدأ العمل النقابي غير الرسمي في مترو كاراكاس في سبعينات وثمانينات القرن العشرين، وكان العمل النقابي في المترو محظوراً حينذاك. ويعتبر أحد مؤسسي حركة الجمهورية الخامسة، وقد ساهم بنشاطه السياسي في الإفراج عن هوغو تشافيز من السجن، ثم عمل منسقاً سياسياً إقليمياً خلال حملته الانتخابية في سنة 1998.
انتخب مادورو في النواب 1998، ثم عضواً في الجمعية الدستورية في 1999، ثم عضواً في الجمعية الوطنية في السنتين 2000 و2005 ممثلاً عن منطقة العاصمة، وانتخب رئيساً لها وبقي في المنصب في السنة 2005 والنصف الأول من سنة 2006، وبعدئذ خلفته زوجته سيليا فلوريس في هذا المنصب. وتم تعيينه وزيراً للخارجية في أغسطس 2006. عينه الرئيس تشافيز في 10 أكتوبر 2012، أي بعد 3 أيام من فوزه في الانتخابات الرئاسية، نائب رئيس خلفاً لإلياس خاوا، وباشر في منصبه في الشهر نفسه مع الاحتفاظ بمنصب وزير الخارجية.
وحين أعلن تشافيز في 8 ديسمبر 2012 في خطاب متلفز مباشر أن السرطان قد عاوده، قال إن مادورو هو المخول دستوريًا بتسيير أمور الرئاسة حتى الانتخابات الرئاسية القادم في حال لم يستطع تشافيز نفسه القيام بمهامه، وطلب من الشعب انتخاب مادورو رئيساً للبلاد.