Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

بعد هزيمتهم في سوريا.. إيران وميليشياتها يتحولون لليمن!

الانتصارات التي تمت في سوريا، وكذلك التي تمت في العراق لم تكن لمشاركة تلك الميليشيات التي أعلنت عن استعدادها للوقوف مع عصابات الحوثي، إذ لم يكن لها أي دور فاعل في تلك الانتصارات، بل كانت تلك الميليشيات تقف على أطلال المدن التي دمرتها الطائرات لإلتقاط الصور التذكارية وسط آثار الدمار، وهذا من المؤكد لن يتحقق في اليمن

A A
تسعى إيران إلى فرض معادلة جديدة في المنطقة تجعلها في مرتبة المؤثرين في المشهد اليمني، خاصة بعد العزلة السياسية والحصار الاقتصادي المفروض عليها من قبل المجتمع الدولي، مما أربك النظام وهيج الشارع الإيراني ، وحتى تشغل شعبها الذي يعيش في الداخل، والذي ضاق ذرعاً بسياسة بلاده التي جلبت المعاناة وضيقت عليهم حياتهم المعيشية، أعلنت عن نيتها في التدخل في اليمن، وطلبت من أذرعتها في لبنان والعراق «حزب الله وعصائب الحق والحشد الشعبي» أن يعلنوا عن استعدادهم للوقوف إلى جانب ميليشيات الحوثي للدفاع عنه، وهي آمال وطموحات لايمكن لها أن تتحقق كما في المشهد السوري.

وليس بمستغرب على (نصر الله) أن يعلن عن رغبته في المشاركة في الحرب اليمنية مناصراً للحوثي، فقد سبق وأن أعلن عن أن مقاومته تخوض معركة وجودية، وأنه قد يقاتل في كل الأماكن بخلاف سوريا ويعلن التعبئة العامة على كل الناس، هذه التعبئة العامة التي أعلن عنها تأتي بعد استنزاف متواصل لعناصر حزبه في ميادين وساحات القتال في سوريا، ولولا تدخل روسيا في سوريا إلى جانب الأسد، لقضى الثوار السوريون على كافة مقاتلي حزب الله الذين كنا نشاهد جثثهم بالعشرات كل يوم وتقام الصلاة على جنائزهم في لبنان .

وحتى ميليشيات (الحشد الشعبي وعصائب الحق) التي أعلنت هي الأخرى عن استعدادها للتطوع في القتال إلى جانب الحوثي في اليمن، تدرك تماماً بأن الانتصار على داعش في العراق لم يكن بفضل مشاركتها في تلك الحرب، بل بفضل قوات دول التحالف الدولي التي أثرت على القوة العسكرية للتنظيم، والتي شاركت كل من المملكة والإمارات والبحرين والأردن في الضربة الأولى لعناصر داعش ضمن دول التحالف الأخرى والتي لولاها لما تحقق النصر على داعش، فيما لم تشارك إيران ضمن التحالف، ولا حتى روسيا التي كانت مصدرالسلاح الثاني للعراق، ولم تتدخل إيران إلا متأخرة لحماية حدودها، ومن أجل إبقاء حلفائها من الأحزاب الشيعية في السلطة. نستنتج مما تقدم، بأن الانتصارات التي تمت في سوريا، وكذلك التي تمت في العراق لم تكن لمشاركة تلك الميليشيات التي أعلنت عن استعدادها للوقوف مع عصابات الحوثي، إذ لم يكن لها أي دور فاعل في تلك الانتصارات، بل كانت تلك الميليشيات تقف على أطلال المدن التي دمرتها الطائرات لإلتقاط الصور التذكارية وسط آثار الدمار، وهذا من المؤكد لن يتحقق في اليمن

، ولا يجب أن يحلموا به، فالذين يدافعون عن الشرعية في اليمن هم من أبناء وأحفاد الذين هزموا الاتحاد السوفيتي في أوج قوته في أفغانستان وأجبروه على الانسحاب مهزوماً، وليتأكد كل من يأتي لليمن متطوعاً مع ميليشيات الحوثي بأنه كتب على نفسه الموت.

هكذا هم الفرس، لايجرؤون على دخول الحروب، ويشترون ذمم من يقوم نيابة عنهم للقتال، وللأسف أن من بين أولئك أشقاء عرباً مغرراً بهم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store