يختتم اليوم المونديال، فقد بلغنا ساعة الحسم بعد شهر كامل من المتعة والإثارة والتظاهرة الثقافية الرياضية.. فرنسا بثقلها الدولي وواقعها الكروي الجميل تواجه كرواتيا حديثة التكوين الدولة التي نشأت في عام 1991م بعد انفصالها عن الجمهورية اليوغسلافية، والتي تقدم منتخبًا استحق التقدير والاحترام.
شخصيًا استبعدت كرواتيا من إحراز اللقب، ولا زلت أرشح فرنسا لحصد ثاني بطولة في تاريخها، فجيل بوقبا وكانتي وإمبابي وجريزمان وبافال وإمتيتي و ماتويدي جيل يستحق أن يكون بطلًا للعالم تنتظرهم 90 دقيقة من العمل ليحققوا آمال وتطلعات فرنسا التي قدمت للعالم فكرة المونديال، وظلت سنين طوال تبحث عن اللقب حتى حققته بعد 64 عامًا في مونديال 98 بباريس مع جيل زيدان وهنري وبيتي والمدرب الحالي ديشامب، فقد حققوا آنذاك ما عجز عنه بلاتيني وتيغانا وفيرنانديز وآلن غريس خط الوسط الذي يعرف بالألماسة الفرنسية، ومعهم الظهير الذي أعشق أداؤه أماروس، ولنبقى مع الجيل الفرنسي الحالي، فقد صرح من يقول إن الكرة الفرنسية مملة، وعلى رأسهم النجم البلجيكي هازارد بعد الخسارة من فرنسا.. التاريخ لا ينصف الكرة الحلوة ولا يبخس الكرة المملة، ولو كانت الكرة بالأداء الجميل لمنحنا مونديال 82 لبرازيل تيلي سانتانا التي قدمت كل شيء آنذاك، علمًا بأن إيطاليا التي أحرزت اللقب كانت منتخبًا قويًا وممتعًا.
ما أود قوله المهم لفرنسا والفرنسيين هو اصطحاب الكأس من موسكو إلى باريس، سواءً كان الأداء مملًا أو جميلًا، ممتعًا أو سلبيًا، فكما أسلفت التاريخ يسجل الإنجازات فقط.
في ظل الحضور السياسي الطاغي في المونديال فإن رئيسة كرواتيا كوليندا غرابار كيتاروفيتش التي تتصدر المشهد بحضورها القوي، أكدت أنها واثقة من فوز منتخب بلادها، وأرى أن هذا الحديث هو جرعة معنوية مطلوبة للاعبين الكروات، إلا أن الحظوظ الأقوى تبقى لمصلحة فرنسا، من بينها أن المنتخب الكرواتي لعب في آخر 3 مباريات وقتًا إضافيًا، بمعنى 90 دقيقة إضافية، يعني مباراة كاملة فارق عن المنتخب الفرنسي، فضلًا عن أن هناك يومًا زيادة راحة للفرنسيين، كلها ستكون حاضرة لأنه لا أحد يشك بأن ديشامب سيستثمر ذلك الإرهاق بإجهاد الكروات.
عمومًا منتخب كرواتيا جدير بالاحترام، ومن لا يحترم منتخبًا يقوده النجم مودرتش وراكيتش وماريو ماندجوكيتش ومن خلفهم الحارس العملاق دانييل سوباسيتش.. منتخب اختصر الزمن لدولة جديدة، فبعد يوغسلافيا التي لم تكن محبوبة، عرفت كرواتيا كيف تقدم نفسها، ومن مميزات الكرة والرياضة عمومًا أنها تقدم الوجه الجميل للشعوب.
مباراة اليوم يحضرها زعماء وقيادات عالمية، إنها الجاذبية الكروية.