أكد الهجوم الحوثي الأخير على ناقلتي نفط سعوديتين في البحر الأحمر، الخطر الذي تمثله إيران وميليشياتها الإرهابية على أمن المنطقة، وأهمية كبح جماحها، لاسيما في اليمن عبر تحرير ميناء الحديدة، الذي يتخذه الحوثيون قاعدة لتهديد الملاحة الدولية عبر مضيق باب المندب.. وتوالت الإدانات على نحو واسع، أمس، ونبهت عواصم ومنظمات إسلامية وعربية إلى تبعات ما يقوم به الحوثيون على حركة الملاحة.
وأدانت كل من منظمة التعاون الإسلامي والبرلمان العربي الانتهاك الحوثي الذي وضع المنطقة على شفا كارثة بحرية، كما استنكرت الإمارات ومملكة البحرين ومصر والكويت سعي الميليشيات الإيرانية إلى العبث بأمن الممر الملاحي الاستراتيجي.
عمل إرهابي
أكدت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان، أن ما قامت به الميليشيات الحوثية عملا إرهابيا، وأعربت عن قلقها من استهدف الحوثيين بشكل متكرر لخطوط الملاحة الدولية.. وأوضحت أن الهجوم «الجبان»، يؤكد مرة أخرى الدور الذي تلعبه طهران في تزويد ميليشيات الحوثي بالأسلحة لأجل تهديد الأمن والسلم في المنطقة.
وقوف تام إلى جانب السعودية
في المنحى نفسه، دانت البحرين الهجوم الحوثي قائلة إنه يمثل خرقا سافرا للقوانين والأعراف الدولية، كما أكدت المنامة وقوفها التام إلى جانب السعودية في كل الإجراءات التي يمكن أن تتخذها لتحمي مواردها.
رسالة ايرانية خبيثة
أعرب الناطق الرسمي لهيئة علماء اليمن الشيخ محمد الحزمي عن إدانته لاستهداف الحوثيين ناقلات النفط في مضيق باب المندب. وقال: ندين بشدة استهداف ناقلات النفط في مضيق باب المندب الذي ظل آمناً حتى ظهرت المليشيات الحوثية الإيرانية. وعدّ هذا الاستهداف إرهاباً دولياً تمارسه إيران عبر أدواتها في المنطقة، وفي مضمونه رسالة إيرانية للعالم يريدون أن يقولوا: إننا نهدد مضيق باب المندب ونتحكم بمضيق هرمز.
البرلمان العربي: الاعتداء يستوجب الحسم
أدان رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل بن فهم السلمي، استهداف ناقلات النفط في البحر الأحمر من قبل ميليشيا الحوثي الإيرانية. وقال في بيان إن استهداف ناقلات النفط من قبل مليشيا الحوثي الإيرانية في البحر الأحمر يُعد عملاً إرهابياً، وتهديداً خطيراً للأمن والسلم الدوليين، يستوجب التحرك الفوري والحاسم من المجتمع الدولي لتأمين خطوط نقل النفط للعالم، ومحاسبة جماعة الحوثي الانقلابية والدول والجماعات الداعمة لها. وكان رئيس البرلمان العربي قد دعا مؤخرًا الأمم المتحدة لإتخاذ تدابير عاجلة وحازمة ضد ميليشيا الحوثي الإيرانية لقيامها بالتجنيد القسري بالقوة الجبرية للأطفال في اليمن والزج بهم في ساحات القتال واستخدامهم كوقود للحرب العبثية التي تخوضها ميليشيا الحوثي الانقلابية ضد السلطة الشرعية في اليمن.
العثيمين: أمن الممرات المائية
أدانت منظمة التعاون الإسلامي استهداف ميليشيا الحوثي ناقلة نفط سعودية في البحر الأحمر، الأمر الذي يؤكد استمرار تهديد الحوثيين للملاحة الدولية. وقال الأمين العام للمنظمة الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين: «إن تكرار اعتداءات ميليشيا الحوثي على السفن العابرة لهذا الممر الإستراتيجي يؤثر سلباً في أمن الممرات المائية المهمة للتجارة والاقتصاد العالمي، ويفاقم حالة عدم الاستقرار في هذه المنطقة من العالم، ويؤكد السياسة العدوانية لهذه الميليشيا الرامية إلى تهديد أمن الملاحة في البحر الأحمر وزعزعة الاستقرار في الدول المطلة عليه». وأضاف الدكتور العثيمين «أن استهداف ناقلات النفط العملاقة التي تمر من باب المندب لا يعرض الاقتصاد العالمي للخطر فحسب وإنما يعرض سلامة طواقم تلك السفن للخطر، ويلحق أضراراً بالغة بالبيئة البحرية، حيث قد يتسبب مثل هذا العدوان في تسرب كميات كبيرة من النفط الذي يهدد البيئة البحرية بالتلوث».
مصر: خرق صارخ للقوانين والأعراف
أدانت مصر الهجوم الذي تعرضت له ناقلتا نفط تابعتان للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري في البحر الأحمر من قبل الميليشيات الانقلابية في اليمن. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان أمس إن هذا الهجوم يمثل خرقًا صارخًا لجميع القوانين والأعراف الدولية التي تنص على حرية حركة الملاحة في الممرات المائية الدولية، فضلًا عن تأثيره السلبي على حرية حركة التجارة الدولية. وجدد البيان مطالبة مصر للمجتمع الدولي بضرورة الاضطلاع بدوره نحو استعادة الشرعية إلى اليمن على أساس مقررات الشرعية الدولية الممثلة في قرار مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني، والتصدي لكل الأعمال الإرهابية التي من شأنها زعزعة الاستقرار في المنطقة.