تعتمد صناعة الأقفاص على تقطيع جريد النخل إلى قطع صغيرة ومن ثم يتم تركيب القطع مع بعضها، ويطلق على اسم الحرفي قفاص، ومن وظائف الأقفاص حفظ الرُّطب والتين والفاكهة بأنواعها ويتم عمل الأسٍّرة وخاصة أسٍّرة الأطفال وغيرها.. وانتشرت هذه الصناعة قديما بين أهل القرى خصوصا الشرقية، وقال الحرفي المهني القفَّاص (يونس الياسين) من قرية العليا بمدينة العمران بالأحساء والذي يُزاول هذه المهنة والحرفة اليدوية مُنذُ سنين طويلة: إن مهنة صناعة الأقفاص تتطلب كثيرًا من الوقت والصبر على تحمل خشونة هذه المهنة، حيث ورثت هذه المهنة عن والدي وتعلمتها على يديه وبعض الأهل وعن طريق المُمارسة وحُب التَّعلُّم والعمل، ولِعشقي وحبِّي للنخلة عندما كانت الحياة بسيطة، والنخلة تعتبر هي أم الخير التي نأخذ منها الكثير والكثير، عشقت هذه المهنة لِعشقي للنخلة منذ صغري وأنا الآن أعلِّمها لأبنائي من بعدي حتى يتقنوها ويواصلوا المحافظة عليها.
وأشار الياسين إلى أن هناك الكثير من المهن القديمة والتراثية بدأت تنقرض بوفاة أصحابها إذا لم يتواجد من الأبناء من يتعلمها ويحافظ عليها، فالزائر للأسواق سابقاً كان يرى عشرات المحلات التي تمارس صناعة الأقفاص خلال العقود الماضية، في حين لا يرى حاليا إلا محلًا واحدًا أو اثنين وبالكاد، وجميع أصحابها من كبار السن، بيد أن هذه المهنة شارفت على الانقراض بسبب هجرة الأبناء عن تعلّمها، وبالتالي أدى وفاة العديد من أصحاب المهنة إلى قلة عددهم حتى أصبحوا في حدود أصابع اليد الواحدة.