يفوح حي الصور بمحافظة ينبع، الذي يُعرف بالمنطقة التاريخية، بعبق التراث، وتتزين مبانيه بالخطوط الإسلامية، ويجسد بمبانيه طراز البناء التقليدي الساحلي، وهو المركز التجاري للمدينة في الماضي، ويقع في الطرف الجنوبي للمدينة بإطلالة مباشرة على ساحل البحر الأحمر، ويتكون من البيوت التراثية التي كانت سكنًا للتجار ومباني للوكالات في السابق، ويتميز بمبانيه الشامخة التي صنعت بها لوحات جميلة من المشربيات والأبواب الخشبية المزينة، والمخططة بالآيات القرآنية المحفورة، وبنيت مبانيه بحجر البحر (المنقبي)، واستخدمت جذوع النخيل في الأسقف، ومن أشهر تلك المباني "بيت بابطين، بيت الخطيب، بيت جبرتي، بيت الشامي، الوكالات التجارية، الزيتية التراثية وسوق الليل الشعبي"، وقبل سنتين أطلقت هيئة السياحة مشروعًا لترميم الحي التاريخي، والاستفادة منه كمنطقة سياحية، تستقبل سكان وزوار المحافظة، وتقام به أغلب الاحتفالات والمناسبات؛ ما يُسهم في توفير الوظائف، وإنعاش السياحة.
ترميم المباني
وأوضح أن مكتب السياحة والتراث الوطني عمل على عدد من المشروعات، منها الشارع السياحي في الجزء الجنوبي الغربي لمدينة ينبع (على طريق الملك عبد الله الساحلي)، والذي يربط بين الكورنيش الجنوبي بالهيئة الملكية، والكورنيش الشمالي بينبع البحر. ويطل الشارع على المركز التاريخي لمدينة ينبع، ويبلغ طوله نحو 350م بعرض 120م، وأضاف بأن "الهيئة قامت بأعمال ترميم وتأهيل عدد من المباني التراثية بالمنطقة التاريخية حي الصور، والبالغ عددها نحو 17 مبنى، ما بين فندق تراثي وسوق شعبي ووكالات ومحلات تجارية، وجارٍ العمل حاليًا على البدء بأعمال ترميم وتأهيل للمرحلة الثانية من المشروع".
لافتًا إلى أنه تم ترميم منزل البابطين من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار؛ ليكون متحفًا للمحافظة، ويتكون المتحف من 36 غرفة من طابقين على مساحة 1230م. ويحتوي الدور الأرضي على صالة العرض المتحفي، وقسم خاص بالنساء وغرفتين لاستقبال كبار الضيوف من الرجال والنساء، وللمنزل 6 مداخل، وأما بالنسبة لمنزل الجبرتي فقد تم تخصيصه مقرًّا لمكتب فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمحافظة. وتخصيص الوكالات للاستفادة منها كمحلات في سوق الليل.
مشروع المرسى السياحي
وأوضح "العنيني" أنه بالنسبة لمشروع المرسى السياحي ومرسى الصيادين، فقد قام مكتب السياحة بتحفيز الشريك لسرعة إنجاز المشروع لاكتمال عقد الإنجازات في المنطقة التاريخية في زمن قياسي. ولفت إلى أن مكتب السياحة سجّل مشروعات يجري إنشاؤها في محافظة ينبع، بقطاع دور الإيواء، وصلت إلى 36 مشروعًا من فنادق ووحدات سكنية متنوعة، مثلت ارتفاعًا وصل إلى 22 % مقارنةً بعدد الفنادق والوحدات الأخرى القائمة؛ مما يعزّز مكانة ينبع السياحية بين محافظات المملكة.
وقال: "تعمل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وبتنسيق من الشركاء والداعمين، ودعم من أبناء الوطن (شركة أرامكو السعودية) - على إعادة ترميم، وتأهيل الحي التاريخي بمحافظة ينبع (حي الصور)، وجميع البيوت القائمة؛ ليكون معلمًا تراثيًّا سياحيًّا ثقافيًّا؛ وذلك من منطلق الحفاظ على هذه المكتسبات الثمينة من تراث المنطقة، التي يعود تاريخها إلى 2500 عام على الأقل، فيما يوجد فيها العديد من الآثار القديمة التي لا تزال موجودةً إلى وقتنا الحاضر، وتشكل إرثًا ثقافيًّا واجتماعيًّا لأبناء المنطقة بشكل خاص، والمملكة والخليج بشكل عام. والعمل على تأهيل مثل هذه المواقع التراثية؛ لتصبح تجربةً معاشةً يستشعر من خلالها الأجيال تاريخ وطنهم"، وأضاف: "يعتبر مشروع المنطقة التاريخية من المشروعات التراثية المتميزة على مستوى المملكة؛ لأنه مخدوم بشبكة خدمات متكاملة، شاملة الصرف، المياه، الاتصالات والكهرباء".
الاتفاقيات مع الملاك
وكشف "العنيني"، بأن مكتب السياحة انتهى من توقيع 25 اتفاقية مع الملاك، داخل المنطقة التاريخية، تخول للسياحة بحق الانتفاع منها بعد ترميمها. وذكر العنيني بأن مكتب السياحة اهتم بمشروع التشوه البصري لمتاجر السمك المقابلة للمنطقة التاريخية، مشيرًا إلى زيادة الاهتمام في هذا المجال، بعد زيارة سمو أمير منطقة المدينة المنورة وتوجيهاته بمعالجة واجهات المتاجر الواقعة على امتداد الواجهة البحرية، وأضاف "العنيني"، أنه تم إقناع بعض ملاك متاجر سوق الليل لتشغيلها من قبل جمعية الأسر المنتجة "جنى". وعن سبب تسميته بسوق الليل، قال: "تعود التسمية إلى استمرار أعمال السوق، حتى فترة المساء، فضلًا عن عرض صيادي البحر لصيدهم، بعد رجوعهم من رحلات الصيد المسائية".
مركز للسياحة والمعارض
وأوضح "سامر بن علي العنيني"، مدير مكتب السياحة والتراث الوطني، بينبع لـ"المدينة"، بأن المنطقة التاريخية تمثل حاليًا مركزًا مهمًّا يجذب أهالي وزوار ينبع، مضيفًا أنه لا يمكن أن يأتي أي زائر للمحافظة، دون أن يزورَ المنطقة التاريخية؛ نظرًا لما تمتلكه من مقومات سياحية جاذبة، وقال: "إن اهتمام أمير منطقة المدينة، الأمير فيصل بن سلمان، ورئيس هيئة السياحة، الأمير سلطان بن سلمان بالمنطقة التاريخية، جعل منها وجهةً سياحيةً بالدرجة الأولى، واستفاد منها جميع المواطنين؛ حيث تم تأجير المحلات بمبالغ رمزية لعدد من الأسر المنتجة؛ مما جعلها تقبل على المنطقة؛ نظرًا للإقبال المتزايد عليها من الزوار، وأضاف أن عددًا من المحلات الأخرى تم تأجيرها أيضًا للمواطنين في ساحة المنطقة التاريخية، التي أصبحت باب رزق لعدد من المواطنين والمواطنات. ومركزًا للاحتفالات في عدد من المناسبات، وتقام بها المعارض والدورات التدريبية، وتعرض تراث المراكز التابعة للمحافظة".
مشروع المنطقة التاريخية بينبع
25 اتفاقية انتفاع مع الملاك.
17 مبنى يتم ترميمها.
2500 عام عمر تراث المنطقة.
تأجير المحلات بمبالغ رمزية للأسر المنتجة.
إقامة معارض ودورات ومناسبات.
إحياء "تاريخية ينبع" يوفر الوظائف وينعش السياحة
تاريخ النشر: 12 أغسطس 2018 03:09 KSA
25 اتفاقية مع الملاك لاستثمار تراث يعود لـ2500 عام
A A